كشفت مصادر سورية في أوروبا عن تحركات دبلوماسية وحقوقية تقودها منظمات سورية وشخصيات قانونية بارزة لإدراج الفرقة "84" التابعة للجيش السوري ضمن قوائم الإرهاب الأوروبية، وذلك على خلفية تورطها في انتهاكات وجرائم موثقة بحق المدنيين، خاصة في محافظة السويداء ومناطق الساحل السوري.
ووفق ما نقلته مصادر خاصة لـ"إرم نيوز"، فإن هذه الجهود تقودها مجموعات ضغط سورية فاعلة في الخارج، أبرزها اتحاد العلويين السوريين في أوروبا (USAE)، الذي كثّف لقاءاته مع مسؤولين أوروبيين معنيين بشؤون
الشرق الأوسط، في محاولة لدفع
الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف واضح من هذه الفرقة، التي تُتهم بالاستعانة بمقاتلين أجانب في عملياتها داخل
سوريا.
تكشف المصادر أن الفرقة 84، كانت في قائمة
القضايا التي تناولها الاجتماع، حيث وثق محامون سوريون، الانتهاكات التي قامت بها الفرقة المذكورة، وأعدوا مذكرة مفصلة عن خرقها للقانون الدولي، سواء في تشكيلتها التي تعتمد بشكل أساسي على مقاتلين أجانب بماضٍ دموي، أو في الانتهاكات الجسيمة التي نفذتها في السويداء والساحل.
ووفقا لمصدر سوري، شارك في الاجتماع مع المسؤول في الاتحاد
الأوروبي، يُعد قرار تأسيس الفرقة بحد ذاته خرقا مباشرا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف واتفاقية لاهاي 1907، نظرا لغياب أي تحقيقات قضائية مسبقة للتأكد من عدم تورط المقاتلين الأجانب المنضوين فيها، في جرائم حرب أو تطهير عرقي.
ويلفت المصدر إلى قيام الفرقة بتجنيد القاصرين، وهذه جريمة موثقة دوليا، حيث رُصدت بالفيديو حالات لأطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما يتلقون تدريبات ضمن "اللواء الثاني للجبال" التابع للفرقة، وهو ما يشكل انتهاكا واضحا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (المادة 8، فقرة 2/ب/26)، وللبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل لعام (2000).
وكشف المصدر أن العديد من هؤلاء القاصرين قُتلوا أو أُسروا في معارك السويداء، "مما يكشف عن عملية غسل أدمغة ممنهجة تهدف إلى خلق جيش جديد بخلفية جهادية، بلا مرجعية وطنية سورية".
ما هي "الفرقة 84"؟
في مطلع حزيران 2025، تم الإعلان بشكل شبه رسمي عن تشكيل "الفرقة 84 – قوات خاصة"، خلال اجتماع ترأسه اللواء نور الدين نعسان، رئيس هيئة الأركان
السورية، بحضور قادة فصائل أجنبية متعددة الجنسيات (إيغور، أتراك، ألبان، طاجيك، أوزبك).
ويُنظر إلى "الفرقة 84 " كبديل ميداني للفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر
الأسد، شقيق الرئيس السابق، حيث تعتبر وحدة قتالية نخبوية تضم فصائل مسلحة أجنبية كانت سابقا ضمن القوة الضاربة لـ"هيئة تحرير الشام" المنحلة.
وجاء تشكيل الفرقة بعد موافقة أميركية ضمنية على دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، بحجة أن دمج هذه الفصائل ضمن
وزارة الدفاع السورية قد يسهم في ضبط نشاطها ومراقبتها.
وتضم الفرقة عددا من الفصائل الأجنبية، وهي الحزب الإسلامي التركستاني (الإيغور )، كتيبة المجاهدين الغرباء (متعددة الجنسيات)، الكتائب الألبانية، أجناد القوقاز، والعصائب الحمراء. وتم تعيين "العميد أبو محمد التركستاني" قائدا عاما للفرقة، وهو شخصية ذات خلفية عقائدية جهادية.
وتتألف الفرقة من ستة ألوية قتالية متخصصة: لواء مدرعات، لواء مدفعية، لواء مداهمة، لواء حرب شوارع، ولواءي قتال جبلي.
رغم التسليح المتقدم، وتنوع الجنسيات، والخبرة القتالية الكبيرة، تعرضت الفرقة لانتكاسات ميدانية مبكرة، وفقا للباحث السوري يونس
الكريم، إذ يقول: "في صيف 2025، تعرضت الفرقة لخسائر بشرية كبيرة، وخاصة في صفوف المقاتلين الأجانب، خلال محاولة تقدم فاشلة داخل أحياء اللاذقية، نتيجة تكتيكات المقاتلين المحليين".
كما تعرضت الفرقة لكمين من قبل الفصائل الدرزية، التي تمكنت من أسر مجموعة من عناصر الفرقة، ما كشف عن ضعف في التنسيق الأمني بين وزارة الدفاع والمقاتلين على الأرض. (ارم نيوز)