تشهد العاصمة
الإيرانية طهران أزمة مائية حادة تُعد من الأخطر خلال العقود الأخيرة، وسط انخفاض تاريخي في مستويات المياه داخل خمسة سدود رئيسية تغذي المدينة ومحافظة البرز المجاورة.
وأوضح
المدير العام لشركة إدارة المياه، محسن أردكاني، أن كمية الأمطار في محافظة طهران تراجعت بنسبة 48% مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد، مما يعكس استمرار الجفاف للعام الخامس على التوالي واستنزافًا كبيرًا لمخزون المياه السطحية والجوفية.
تعتمد طهران، التي يبلغ عدد سكانها نحو 15 مليون نسمة، على سدود أمير كبير، لار، ماملو، طالقان، ولاتيان، حيث فقد سد أمير كبير نحو 100 مليون متر مكعب من مخزونه مقارنة بالعام الماضي، وانخفض منسوب مياهه إلى 35% فقط من سعته الإجمالية، فيما بلغت نسبة المياه في سد لار 6% فقط.
وتُظهر المراقبة الميدانية أن الوضع في سد أمير كبير يثير قلقًا بالغًا، مع تحذيرات من احتمال نفاد كامل لمخزونه بحلول تشرين الأول المقبل في حال استمرار معدل الجفاف الحالي.
ووفقًا لبيانات الأرصاد الجوية، انخفض هطول الأمطار في طهران بنسبة 40% هذا العام مقارنة بالمتوسط الموسمي، حيث بلغ معدل الأمطار 149 ملم فقط، مقابل معدل معتاد يبلغ 280 ملم، ما فاقم أزمة السدود والمياه الجوفية بشكل كبير.
وفي ظل تفاقم الأزمة، أصدرت إدارة المياه في طهران تحذيرًا في 20
تموز الماضي، أشارت فيه إلى أن مخزون السدود وصل إلى أدنى مستوى له منذ قرن، بسبب الجفاف المستمر وتأثيرات التغير المناخي.
وأكد أردكاني ضرورة التكيف مع هذه الظروف عبر تغيير سلوكيات الاستهلاك، مشددًا على أن "كل قطرة ماء يجب أن تُحسب"، وأن السلطات ستباشر قريبًا اتخاذ إجراءات قانونية بحق المستهلكين المفرطين. وأضاف أن إدارة استهلاك المياه باتت أولوية قصوى للحفاظ على ما تبقى من الموارد.
من جانبه، وصف
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته لمحافظة زنجان أزمة المياه بأنها من أخطر التحديات التي تواجه البلاد حاليًا، مشيرًا إلى أن المؤشرات كلها تدل على اقتراب البلاد من جفاف كامل.
وحذر بزشكيان قائلاً: "إذا لم نتمكن من ضبط الاستهلاك، فلن يبقَ ماء في السدود خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وستواجه طهران عطشًا حقيقيًا وتبعات كارثية." (روسيا اليوم)