نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً جديداً تحدثت فيه عما طالبت به روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب بينهما.
ويقول التقرير إن هناك تساؤلات مطروحة عما قد تقبل به روسيا وأوكرانيا لوقف الصراع بينهما، خصوصاً بعدما أجرى الرئيس الأميركي
دونالد ترامب محادثات مؤخراً مع الرئيس الروسي الروسي فلايديمر بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو وكييف لا تزالان فيما يبدو متباعدتين بشأن الشروط التي قد تقبلانها لإنهاء أكثر الحروب دموية في
أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن بوتين حافظ على شروطه القصوى لأي تسوية محتملة.
وعليه، تشير الصحيفة إلى أن ما يبدو هو أن
أوكرانيا وروسيا تسيران على طريق مسدود بشأن قضايا رئيسية وهي على النحو التالي:
الأراضي
بعد 3 سنوات ونصف من الحرب، تسيطر روسيا على نحو خمس مساحة أوكرانيا، وقد استبعد الكرملين التنازل عن أي من الأراضي التي استولى عليها، بعد أن ضم شبه
جزيرة القرم عام 2014، رغم أنها لا تزال معترفا بها دوليا كجزء من أوكرانيا.
ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا عام 2022، ضمت بشكل غير قانوني -حسب الصحيفة- مناطق أخرى، وقالت روسيا وفي مذكرة أصدرتها في حزيران، إن "المعيار
الرئيسي للتسوية النهائية هو الاعتراف القانوني الدولي بدمج جميع المناطق التي تسيطر عليها في الاتحاد الروسي. كذلك، أكد بوتين أن روسيا وأوكرانيا "شعب واحد. كيان واحد"، مُتهماً الغرب باستخدام أوكرانيا "كمشروع عدواني مناهض لروسيا".
أما زيلينسكي فقد ظل يؤكد أن أوكرانيا لن تتنازل عن أية أراض، وقال قبل اجتماعه مع
ترامب إن مسألة الأراضي بالغة الأهمية، ولا تنبغي مناقشتها إلا "على المستوى الثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا"، ولكن ترامب دعا لمناقشة التبادل المحتمل للأراضي، مع مراعاة خطوط الحرب الحالية.
وتشمل شروط روسيا أيضا نزع سلاح أوكرانيا، وتحديد الحد الأقصى لعدد القوات المسلحة الأوكرانية، والأسلحة "وخصائصها المسموح بها"، كما تطلب تأكيدا بأن أوكرانيا لا تمتلك أسلحة نووية ولن تقبل بها، علما أن كييف تخلت عن أسلحتها النووية عام 1994، مقابل ضمانات أمنية من روسيا.
الحياد والضمانات الأمنية
من جهة أخرى، ترفض موسكو إمكانية توسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقد صرحت بأن المعيار الرئيسي لاتفاقية السلام سيكون "حياد أوكرانيا"، أي رفض انضمامها إلى التحالفات والائتلافات العسكرية، بالإضافة إلى المعاهدات الدولية التي تنتهك مبدأ الحياد.
لكن زيلينسكي يرى أن عضوية أوكرانيا في التحالف ضمانة أمنية رئيسية، كما "يعتبر أن انضمام بلاده للاتحاد
الأوروبي جزء من الضمانات الأمنية"، ولكن ترامب قال في منشور إنه بالنسبة لأوكرانيا، "لا عودة" لشبه جزيرة القرم و"لا انضمام إلى الناتو"، وأضاف "بعض الأشياء لا تتغير أبداً".
ومع ذلك، صرح المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف قبل يوم من زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض، بأن
الولايات المتحدة "مستعدة لتقديم ضمانات أمنية بموجب المادة الخامسة، ولكن ليس من الناتو مباشرة، بل من الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى".
واستبعد الكرملين وجود قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا، وخاصة من دول الناتو، وقال إن اتفاق السلام سيتطلب حظرا على النشاط العسكري لدول ثالثة على أراضي أوكرانيا.
يتمسك الكرملين بثابتة أساسية وهي أن جميع العقوبات المفروضة على روسيا غير قانونية ويجب رفعها.
وكان من أهم الإجراءات التي واجهتها روسيا تجميد أكثر من 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي في الغرب، حيث اعتمد
الاتحاد الأوروبي العام الماضي خطة لاستخدام الفوائد المتأتية من هذه الأصول المجمدة لدعم أوكرانيا، وهو ما دانه بوتين ووصفه بأنه "سرقة".
عودة المدنيين والجنود
ويوم الإثنين، صرح زيلينسكي بأن جزءاً أساسياً من الاتفاق سيكون إعادة آلاف الأطفال المختطفين إلى أوكرانيا، كما قال إنه يريد إعادة الجنود والمدنيين المسجونين، بمن فيهم الصحفيون. (الجزيرة نت)