نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تقريراً جديداً سردت فيه تفاصيل تتعلق بالحياة التي يعيشها الصحافيون في قطاع غزة وسط الحرب المستمرة هناك.
يقول التقرير إن الصحافيين يتجمعون داخل خيم بالقرب من المستشفيات على امتداد القطاع، وهناك يعملون وينامون، مشيراً إلى أنَّ "الصحافيين يحتاجون إلى الكهرباء والانترنت على مدار الساعة لإتمام عملهم، لكن الكهرباء مقطوعة عن القطاع، فيلجؤون إلى التمركز قرب المستشفيات التي لا تزال مولداتها الكهربائية تعمل لتمدهم بما يكفي لشحن هواتفهم ومعداتهم".
التقرير يوضح أيضاً أنه "رغم صعوبة وخطورة التنقل في أنحاء قطاع غزة، يقوم الصحفيون بالتحرك لتغطية مستجدات الحرب، لكن في كثير من الأحيان لا يتمكنون من تجهيز أو إرسال الصور والفيديوهات التي يجمعونها إلا بعد عودتهم إلى الخيام القريبة من المستشفيات للحصول على الكهرباء".
وفي السياق، تقول الصحفية حنين حمدونة من وكالة "
دنيا الوطن"
الفلسطينية: "تمركزنا في المستشفيات يسرع عملنا في التغطية فنحصل مباشرة على صور الإصابات والجثث والجنائز والمقابلات، خاصة أن التنقل والاتصالات للحصول على هذه المواد قد يستحيل في أحيان كثيرة، هذا بالإضافة إلى أن المستشفيات محمية في القانون الدولي الإنساني فيكون وجودنا فيها أكثر أماناً نسبياً".
وقتل 192 صحفياً وعاملاً في المجال الإعلامي على الأقل منذ بدء الهجوم العسكري
الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول 2023 حتى 11 آب 2025، 184 منهم في غزة، حسب ما وثقته لجنة حماية الصحفيين، ويتجاوز هذا العدد حصيلة القتلى الصحفيين في العالم خلال السنوات الـ3 الماضية.
وهنا، يقول الصحفي عاهد فروانة، أمين سر نقابة الصحفيين
الفلسطينيين: "نشعر كصحفيين أننا مستهدفون طول الوقت من قوات
الاحتلال الإسرائيلي لذلك نعيش في قلق دائم على سلامتنا وسلامة أهلنا".
صحافيون جُدد
ويقع على عاتق الصحفيين الفلسطينيين في غزة وحدهم نقل تفاصيل الحرب داخل القطاع المحاصر بعد أن منعت
إسرائيل المؤسسات الإعلامية الدولية من الدخول إلى هناك.
وفعلياً، باتت هذه المؤسسات، تعتمد على صحفيين محليين يعيشيون في غزة لتغطية الحرب.
ومع استمرار الحرب واشتداد معاناتها على الجميع في القطاع، بمن فيهم الصحفيون الذين أرهقهم العمل المستمر واستنزفهم النزوح والجوع، ازدادت حاجة المؤسسات الإعلامية للتغطية، فانفتح المجال أمام شباب من غزة، بعضهم لم يمارس الصحافة سابقاً، ليحملوا الكاميرا ويصبحوا مراسلين ومصورين صحفيين.
كذلك، يعمل بعض الصحفيين بشكل رسمي وحصري مع مؤسسات محلية أو دولية، لكن كثيرين منهم يتعاقدون بنظام مؤقت أو ظرفي. ويعني ذلك أن عملهم ليس مستقراً، وأن درجات الحماية والتأمين وكذلك الإمكانيات المتاحة لهم متفاوتة. لكن الموت والجوع والخوف يحاصرهم كما باقي سكان القطاع ولا توفر لهم صفتهم المهنية الحماية التي يفترض أن يتمتعوا بها.