اتهمت أستراليا يوم الثلاثاء
إيران بتنفيذ هجومين معاديين للسامية في مدينتي سيدني وملبورن، وأمهلت السفير
الإيراني سبعة أيام لمغادرة البلاد، في أول عملية طرد من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. وتعد أستراليا أحدث دولة غربية تتهم إيران بالقيام بأنشطة عدائية سرية على أراضيها، بعد أن نددت 14 دولة، بينها بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، الشهر الماضي بما وصفته بتصاعد مؤامرات أجهزة المخابرات
الإيرانية للاغتيال والخطف والمضايقة.
قال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، إن جهاز المخابرات الأمنية جمع معلومات موثوقة تفيد بأن إيران أصدرت توجيهات بشن هجومين على الأقل، موضحًا أن هذه الأعمال العدوانية والخطيرة دبرت من دولة أجنبية بهدف تقويض التماسك الاجتماعي وزرع الفتنة في المجتمع الأسترالي. وأضاف أن الهجومين استهدفا مطعم "لويس كونتيننتال كيتشن" في سيدني وكنيس "أداس
إسرائيل" في ملبورن، دون وقوع إصابات، لكنهما أحدثا أضرارًا كبيرة.
وردًا على ذلك، قالت
وزارة الخارجية الإيرانية إن القرار الأسترالي متأثر بالشؤون الداخلية، وإن معاداة السامية لا مكان لها في الثقافة الإيرانية، مؤكدة أن
طهران ستتخذ الإجراءات المناسبة للرد.
وأعلنت أستراليا تعليق عمل سفارتها في طهران، مع ضمان سلامة جميع الدبلوماسيين، كما صرحت وزيرة الخارجية
بيني وانج بأن أفعال إيران "غير مقبولة على الإطلاق". وأضافت أن الحرس الثوري الإيراني سيُصنف كمنظمة إرهابية، لينضم بذلك إلى
الولايات المتحدة وكندا اللتين أدرجتا الحرس على القائمة السوداء مسبقًا.
وتشير المعلومات إلى أن الحرس الثوري الإيراني وجه أشخاصًا لتنفيذ هذه الهجمات، بمن فيهم أفراد من عصابات الجريمة المنظمة، لتنفيذ أوامرهم على الأرض، وهو ما حذر منه أيضًا جهاز الأمن في بريطانيا والسويد في السنوات الأخيرة. وأشاد المجتمع اليهودي الأسترالي بالخطوة، مؤكداً أن الهجمات كانت استهدافًا مباشرًا للجالية اليهودية، وداعيًا الحكومة الأسترالية لاتخاذ إجراءات صارمة لحماية سيادة البلاد وأمن مواطنيها.