ذكر موقع "France Inter" الفرنسي أنه "بعد الضربات
الإسرائيلية والأميركية على
إيران قبل شهرين، تساءل الجميع عما حدث لـ 450 كيلوغراماً، أو 990 رطلاً، من اليورانيوم المخصب الذي كانت تمتلكه البلاد. لا يزال اللغز قائمًا، وهو الآن يقع في قلب المواجهة الدبلوماسية التي تزيد من الفوضى العالمية. ويعتقد أن هذا اليورانيوم المخصب موجود تحت الأرض، وبالتالي لم يتم تدميره بالقنابل الإسرائيلية والأميركية. وبحسب أحد الخبراء، فإن كل ما تحتاجه إيران اليوم هو الانتقال إلى عملية صغيرة النطاق في منشأة سرية، لاستكمال عملية التخصيب وإنتاج المواد اللازمة لنحو اثني عشر رأساً نووياً".
وبحسب الموقع، "من الواضح أن القصف أدى إلى تأخير البرنامج النووي
الإيراني، لكنه لم "يقتله". لقد حاول العالم لعقود من الزمن منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية ليس فقط من خلال المفاوضات، بل وأيضاً، كما رأينا، من خلال الوسائل العسكرية. وشهد يوم الخميس مرحلة جديدة في الخلاف بين الغرب وإيران، حيث أطلقت الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، العد التنازلي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي قد يؤدي في غضون 30 يوما إلى إعادة فرض عقوبات صارمة على طهران. هذه ليست مجرد حلقة أخرى في ملحمة طويلة الأمد".
وتابع الموقع، "استقبل الشعب الإيراني اتفاق عام 2015 بترحيب، معتقدًا أنه سيُنهي العقوبات الاقتصادية نهائيًا، وكان ذلك في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما. ولكن في عام 2018، انسحب الرئيس
دونالد ترامب من الاتفاق، وهو ما يُعتبر بلا شك الخطأ الأكبر في ولايته الأولى. ومنذ ذلك الحين، أصبح استئناف المفاوضات الجادة مستحيلاً. وإلا، فستُفرض العقوبات تلقائيًا، وسيكون رفعها شبه مستحيل إلا إذا كان هناك إجماع، وهو أمر مستبعد، بين القوى الكبرى. لذا، تقف إيران عند مفترق طرق".
وأضاف الموقع، "آنذاك، شاركت
روسيا والصين، إلى جانب
الأميركيين والأوروبيين، في الاتفاق الذي جمّد البرنامج النووي الإيراني. أما اليوم، فتُزوّد إيران روسيا بطائرات مقاتلة مُسيّرة، وتبيع جزءًا كبيرًا من نفطها للصين، كما تغيّر الوضع في
واشنطن بشكل جذري. فترامب ليس أوباما. وفي حين كانت القضية
الإيرانية إقليمية في السابق، أصبحت الآن جزءًا من عالم مأزوم ومتورط في حروب متعددة. لدى موسكو وبكين أجندة مختلفة تمامًا عما كانت عليه في عام 2015: الانفصال عن الغرب".
وبحسب الموقع، "من المقرر أن يزور الرئيس الإيراني بكين هذا الأسبوع برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في احتفالات نهاية الحرب العالمية الثانية في الصين، وهي فرصة لعقد قمة حقيقية للعالم غير
الغربي. وفي باريس، يتوقع المسؤولون بالفعل ظهور "حرب الروايات"، حيث يتم تصوير
إيران على أنها الضحية، في مواجهة
إسرائيل، التي تمتلك هي نفسها أسلحة نووية. قد لا يكون لدى موسكو وبكين بالضرورة مصلحة في رؤية إيران مسلحة نوويا، ولكن القضية أصبحت واحدة من البيادق على رقعة الشطرنج العالمية الشاسعة، وهي البيدق الذي يحتوي على 990 رطلاً من اليورانيوم المخصب".