نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً جديداً عن قوة إسرائيلية غير نظامية، تعمل تحت رعاية الجيش الإسرائيلي، وترتكب جرائم فظيعة على مستوى مسح المباني في غزة.
وكشف التقرير أن تلك القوة تستخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية من خلال "إجراء المنصة" الذي يختبئ خلف اسمه الغامض، إجراء محظور بموجب قوانين الحرب.
وذكر التقرير أن هذه القهوة تسمى "أوريا" ويقودها بتسلئيل زيني، شقيق رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" القادم ديفيد زيني، مشيرة إلى أن هذه الوحدة تعرّض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر أيضاً لا الفلسطينيين فحسب.
وتحدث التقرير عن أن جهات في الجيش ترفض وجود تلك الوحدة، غير أنّ أزمة الجرافات والحفّارات، تدفع نحو الاستعانة بها، وبفرق أخرى على شاكلتها.
وتُدخل هذه القوة الجنود إلى أنفاق ومبانٍ قد تحتوي على عبوات ناسفة ومقاومين، وفق تقرير الصحيفة، وتتخذ من الفلسطينيين دروعاً بشرية، ومن غير الواضح مدى خضوعها لضباط الجيش الإسرائيلي، إذ جاءت تعليقات الجيش متناقضة.
أيضاً، ترسم شهادات جنود وقادة في الجيش الإسرائيلي، ملامح "قوة أوريا"، التي يُشاهد طاقمها، في كل مكان تقريباً في أنحاء قطاع غزة، وهي عبارة عن مجموعات من الأشخاص يشغّلون معدات هندسية ثقيلة لهدف واحد، هو التدمير.
ولا يدور الحديث هنا عن إطار عسكري منظم، بل عن قوات صغيرة نشأت من مبادرات مستقلة، تضم "مواطنين" إسرائيليين، العديد منهم من المستوطنين، يتم استدعاؤهم للخدمة الاحتياطية عبر شركات مقاولات، بهدف تدمير المباني والأنفاق. أو كما يُقال بشكل أكثر شيوعاً بين المطّلعين على الأمر: "تسوية غزة بالأرض".
أيضاً، يكشف قادة وضباط وجنود احتياط، أنّ "أوريا" والفرق المشابهة لها، تعمل بلا رقابة على عناصرها، ولا يعرف دائماً من هم. وتتألف "قوة أوريا"، من 10 إلى 15 مشغّلاً لمعدات هندسية، وتتواجد في غزة منذ قرابة عام ضمن تشكيلات متغيّرة، وفي الآونة الأخيرة في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
إلى ذلك، يروي مصدر عسكري، وفق الصحيفة، أنّ في عمليات "قوة أوريا" تم استخدام ما يُعرف باسم "إجراء المنصة"، وخلف هذا الاسم الغامض، كما يقول المصدر، يختبئ إجراء آخر معروف أكثر، لكنه محظور بموجب قوانين الحرب وهو "إجراء الجار".
هنا، المصدر يوضح قائلاً: "يتم تجهيز فلسطيني بمعدات حماية وإدخاله إلى نفق تم اكتشافه للتو، لمعرفة ما إذا كانت هناك عبوات ناسفة، أو مسلحون، أو أي شيء قد يشكل خطراً على الحياة".
وليس الأمر بجديد، على مستوى استخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية، إذ كشف تحقيق لذات الصحيفة، في آب من العام الماضي، أن هذا إجراء معروف تستخدم فيه القوات الإسرائيلية في الميدان فلسطينيين في مهام تقصّي توكل عادة للكلاب.
وفي السابق كان يُسمى "الجار"، وقبل نحو عام "إجراء البعوض"، والآن "المنصة"، ويبدو أن التغيير الوحيد هو في الاسم. (العربي الجديد)