شهد ملف اللجوء في أوروبا خلال النصف الأول من عام 2025 تراجعاً تاريخياً، إذ تلقت دول الاتحاد الأوروبي الموسَّع 399 ألف طلب لجوء فقط حتى نهاية حزيران، بانخفاض قدره 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب مراجعة نصف سنوية نشرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء (EUAA).
التحول الأكبر ارتبط بسوريا؛ فبعد سقوط نظام
الأسد، انخفضت طلبات السوريين إلى 25 ألفاً فقط، أي أقل بمعدل الثلثين (-66%). وهو ما أدى إلى تراجع
ألمانيا عن موقعها كأكبر دولة مستقبلة لطلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، لتحلّ محلها
فرنسا (78 ألف طلب) وإسبانيا (77 ألف طلب)، فيما جاءت ألمانيا ثالثة (70 ألف طلب)، تلتها
إيطاليا (64 ألف طلب) واليونان (27 ألف طلب).
في المقابل، تقدّم الفنزويليون بقوة ليصبحوا أكبر مجموعة جنسية بطلبات بلغت 49 ألفاً (+31%). الغالبية الساحقة (93%) اختارت
إسبانيا بحكم اللغة وصلات الجالية هناك، ما جعل
مدريد تستقطب وحدها 29% أكثر من العام الماضي.
كما ارتفعت طلبات الأوكرانيين إلى 16 ألفاً (+29%)، معظمها في فرنسا وبولندا، رغم أن 4.3 مليون أوكراني ما زالوا يتمتعون بالحماية المؤقتة. أما الأفغان فحافظوا على المرتبة الثانية (42 ألف طلب)، لكن في اتجاه تنازلي منذ 2023. وتراجعت طلبات
الأتراك (-41%) والبنغلاديشيين (-26%).
من أبرز ما سجّلته الوكالة أن معدل الاعتراف الأوروبي بالطلبات هبط إلى 25%، وهو الأدنى على الإطلاق، بفعل تعليق معالجة طلبات السوريين في معظم الدول. هذا الرقم لا يعكس تشددًا في تقييم الاحتياجات الإنسانية بقدر ما يرتبط بإجراءات إدارية، مثل تسجيل انسحاب الطلبات كسجلّات سلبية.
في المقابل، برزت قفزات نوعية لبعض الجنسيات: ارتفع معدل الاعتراف بالطلبات المالية إلى 79% (مقابل 41% عام 2021)، وبالطلبات الهايتية إلى 86% (مقابل 10% عام 2020). الغالبية العظمى من الهايتيين قدّموا في فرنسا (99%)، بينما توجّه ثلاثة أرباع الماليين إلى إسبانيا.
مع نهاية حزيران، كان هناك 918 ألف طلب بانتظار القرار الأولي. وتشير الوكالة إلى أن نصف هذه الطلبات تقريباً (51%) صدرت عن جنسيات ذات معدلات اعتراف منخفضة (≤20%)، ما قد يخضع مستقبلاً لإجراءات مُعجّلة بموجب قواعد جديدة تدخل حيّز التنفيذ منتصف 2026. (
EUAA)