تستعد إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، لافتتاح سد النهضة الكبير، أضخم مشروع مائي لتوليد الطاقة الكهرومائية في البلاد والقارة الإفريقية. استغرق بناء السد أكثر من عشر سنوات وكلف نحو 4 مليارات دولار، ويهدف إلى إنتاج حوالي 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، ما يجعله حجر أساس في طموحات أديس أبابا التنموية.
ورغم الإنجاز الهندسي، لا يزال السد موضع خلاف حاد مع دولتي المصب، مصر والسودان، إذ فشلت جولات التفاوض السابقة في التوصل إلى اتفاق بشأن آليات ملء وتشغيل السد. مصر تعتبر المشروع "تهديداً وجودياً" لأمنها المائي، بينما ترى فيه إثيوبيا "فرصة تاريخية" للتنمية وتوليد الطاقة ليس لها وحدها فحسب، بل للمنطقة كلها.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي ظهر في مقابلة تلفزيونية من موقع السد، أشاد بالمشروع واصفاً إياه بـ "إنجاز انتظرته البلاد لآلاف السنين"، وأكد أن هدف بلاده ليس الإضرار بجيرانها بل فتح باب التعاون الإقليمي.
في المقابل، شدد
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في آب على أن "مصر لن تغض الطرف عن أي تهديد لأمنها المائي"، مؤكداً أن بلاده ستتخذ كافة التدابير التي يتيحها القانون الدولي لحماية مصالحها. كما نسّقت
القاهرة مؤخراً مواقفها مع
السودان، الذي عبّر بدوره عن قلقه من الإجراءات الأحادية التي اتخذتها أديس أبابا.
سد النهضة، بعرض 1.8 كيلومتر وارتفاع 145 متراً، قادر على استيعاب 74 مليار متر مكعب من المياه، ما يجعله الأكبر في إفريقيا. وتبقى المخاوف قائمة، خصوصاً أن مصر تعتمد على نهر النيل لتأمين 97% من احتياجاتها المائية، بينما تقدر فجوتها المائية بـ57 مليار متر مكعب سنوياً.
محاولات وساطة دولية عديدة قادتها
الولايات المتحدة،
البنك الدولي،
روسيا،
الإمارات، والاتحاد الإفريقي، لم تنجح حتى الآن في كسر الجمود بين الأطراف. ومع افتتاح السد، يترقب الجميع ما إذا كان سيشكل منطلقاً لتعاون إقليمي جديد، أم شرارة لتوتر أكبر في المنطقة.