Advertisement

إقتصاد

اقتصاد 2025: صعود آسيا وتحديات تهدد مستقبل الجميع

Lebanon 24
11-09-2025 | 10:50
A-
A+
Doc-P-1415665-638932098534187661.png
Doc-P-1415665-638932098534187661.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يشهد الاقتصاد العالمي في عام 2025 تباينات عميقة بين أقوى اقتصادات العالم من جهة، والأسواق الناشئة والدول الهشة من جهة أخرى. هذا المشهد يعكس مزيجاً معقداً من النمو التكنولوجي والتحولات الجيوسياسية والتحديات البيئية، في وقت تضيف فيه الولايات المتحدة تريليونات الدولارات إلى ناتجها المحلي عبر الابتكار والذكاء الاصطناعي، بينما تكافح اقتصادات أخرى لتأمين الغذاء والطاقة وسط أزمات ممتدة.
Advertisement

هذه المفارقات تجعل من الاقتصاد العالمي لوحة متعددة الأبعاد، تتداخل فيها عناصر القوة والضعف، والتقدم والتراجع، ما يستدعي التوقف عند تفاصيله وأرقامه.



أقوى اقتصادات العالم

تتصدر الولايات المتحدة الأميركية المشهد كأكبر اقتصاد عالمي، بإجمالي ناتج محلي يتجاوز 30 تريليون دولار. ويعود هذا التفوق إلى قوتها في قطاعات التكنولوجيا، والخدمات المالية، والابتكار. فهي لا تعتمد فقط على سوقها الداخلية الضخمة، بل تمتلك أيضاً قوة ناعمة مالية وعلمية تجعل من عملتها (الدولار) مرجعاً عالمياً في التجارة والتمويل.

في المرتبة الثانية تأتي الصين، التي يقترب حجم اقتصادها من 19.2 تريليون دولار. ورغم تباطؤ النمو بسبب أزمة العقارات وتراجع الطلب الخارجي، فإنها تواصل الاستثمار بكثافة في البنية التحتية والتكنولوجيا، وتسعى لتعزيز استهلاكها المحلي لتقليل الاعتماد على التصدير.

أما ألمانيا، فتحتل المركز الثالث كقوة صناعية أوروبية كبرى، إلا أن اعتمادها الكبير على الطاقة الخارجية جعلها أكثر عرضة للتقلبات الجيوسياسية، ما دفعها إلى التركيز على التحول نحو الطاقة المتجددة لتعزيز أمنها الاقتصادي.

في المركز الرابع، برزت الهند بقوة بناتج محلي يقارب 4.19 تريليون دولار. وتمثل الهند قصة نجاح بفضل اقتصاد رقمي سريع النمو وسوق محلية شابة ضخمة، ويُتوقع أن تتجاوز اليابان وألمانيا خلال العقد المقبل، خصوصاً مع انتقال صناعات عالمية كبرى إليها.

أما اليابان، فهي في المرتبة الخامسة بأكثر من 4 تريليونات دولار. وعلى الرغم من قوتها الصناعية والتكنولوجية، تواجه اليابان تحديات ديموغرافية كبيرة بسبب انخفاض معدلات الولادة وشيخوخة السكان، ما يضغط على سوق العمل ويزيد حاجتها إلى الابتكار لتعويض النقص البشري.

وتتبعها المملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وكندا وإيطاليا، حيث تتراوح اقتصاداتها بين 2 و3 تريليونات دولار لكل منها، لكنها تواجه عقبات مثل تباطؤ النمو، الديون المرتفعة، والتغيرات المناخية.



كيف تغيّر ترتيب أقوى اقتصادات العالم خلال 30 عاماً؟

على مدى العقود الثلاثة الماضية، شهدت خريطة الاقتصاد العالمي تحولات دراماتيكية.
- في عام 1995، كانت الولايات المتحدة في الصدارة تليها اليابان التي بلغت أوج قوتها الاقتصادية آنذاك.
- حافظت ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا على مواقع متقدمة بين المراتب الخمس الأولى.
- أما الصين، فكانت في بداية صعودها، محتلة المركز الثامن عالمياً.

لكن مع حلول 2025، تغيرت الصورة جذرياً:
- قفزت الصين إلى المرتبة الثانية عالمياً مباشرة خلف الولايات المتحدة.
- دخلت الهند قائمة الكبار، محتلة المركز الرابع.
- تراجعت اليابان إلى المرتبة الخامسة.
- خرجت إسبانيا من قائمة العشرة الأوائل، فيما تراجعت اقتصادات أوروبية أخرى مثل إيطاليا وفرنسا خطوات للخلف.

هذا التحول يعكس انتقال مركز الثقل الاقتصادي من الغرب إلى آسيا، ويؤكد الدور المتنامي للأسواق الناشئة. وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن العقد المقبل قد يشهد المزيد من إعادة الترتيب، خصوصاً مع استمرار نمو الهند وصعود اقتصادات ناشئة مثل إندونيسيا والمكسيك.



أقوى الاقتصادات العربية

في العالم العربي، تتصدر السعودية المشهد بناتج محلي يقارب 1.1 تريليون دولار، مدفوعاً بالصادرات النفطية الضخمة ومشاريع رؤية 2030 التي تركز على تنويع الاقتصاد في مجالات مثل السياحة والطاقة المتجددة والتقنية.

تأتي الإمارات في المرتبة الثانية، بأكثر من 540 مليار دولار، بفضل قطاعات قوية مثل السياحة والطيران والخدمات المالية. كما أصبحت دبي وأبوظبي مركزين عالميين للأعمال والاستثمار.

في المرتبة الثالثة عربياً، تحل مصر بناتج محلي مدفوع بسوق محلية ضخمة تضم أكثر من 115 مليون نسمة. ورغم التحديات المرتبطة بالتضخم والديون، فإن مشاريع البنية التحتية مثل العاصمة الإدارية الجديدة وقناة السويس تمثل رافعة اقتصادية مهمة.

إلى جانب ذلك، تبرز قطر والكويت والجزائر بفضل ثرواتها الطبيعية من الغاز والنفط.
- قطر تستفيد من صادرات الغاز الطبيعي المسال.
- الجزائر تعتمد بشكل كبير على النفط، لكنها تسعى لتنويع اقتصادها تدريجياً.
- أما العراق، فيمتلك إمكانات اقتصادية ضخمة بفضل احتياطياته النفطية، غير أن التحديات الأمنية والسياسية ما زالت تعرقل استثماره الكامل لهذه الموارد.



أغنى دول العالم

عند قياس الثراء وفق نصيب الفرد من الناتج المحلي، تتصدر لوكسمبورغ القائمة بأكثر من 140 ألف دولار للفرد، بفضل قوة قطاعها المالي وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية.

تليها أيرلندا نتيجة استقطابها للشركات متعددة الجنسيات في التكنولوجيا والأدوية.

وتحتل قطر مكانة متقدمة، إذ يتجاوز نصيب الفرد فيها 70 ألف دولار، مدعومة بثرواتها من الغاز الطبيعي.

كما تأتي سويسرا مدعومة بقطاعها المصرفي وصادراتها من الساعات والأدوية، بينما تعتمد النرويج على النفط والغاز وصندوقها السيادي الضخم.

ويُظهر هذا التصنيف أن "أغنى" لا تعني بالضرورة "أكبر"، إذ يمكن لدول صغيرة أن تتفوق على اقتصادات كبرى في مستوى المعيشة.



أضعف اقتصادات العالم

في الجهة المقابلة، تكشف بيانات صندوق النقد الدولي لعام 2025 أن بعض الدول لا يتجاوز اقتصادها حجم ميزانية مدينة متوسطة.
- ساموا: 1.16 مليار دولار.
- سانت كيتس ونيفيس: 1.129 مليار دولار.
- ساو تومي وبرينسيبي: 864 مليون دولار.
- دومينيكا: 742 مليون دولار.
- تونغا: 568 مليون دولار.
- ولايات ميكرونيزيا المتحدة: 500 مليون دولار.
- بالاو: 333 مليون دولار.
- كيريباتي: 312 مليون دولار.
- جزر مارشال: 297 مليون دولار.
- ناورو: 169 مليون دولار.
- توفالو: 65 مليون دولار فقط.

هذه الاقتصادات الهشة تعتمد غالباً على الزراعة التقليدية، السياحة المحدودة، أو المساعدات الخارجية، ما يجعلها شديدة التأثر بالصدمات والكوارث الطبيعية وضعف البنية التحتية.



كيف تُقاس قوة الاقتصاد؟


لفهم قوة أي اقتصاد، يتم استخدام مجموعة مؤشرات تشبه ميزانية الأسرة:
- الناتج المحلي الإجمالي (GDP): إجمالي دخل الدولة.
- نصيب الفرد من الناتج المحلي: مستوى المعيشة للفرد.
- التضخم: قياس ارتفاع الأسعار.
- البطالة: صحة سوق العمل.
- تعادل القوة الشرائية (PPP): مقارنة بين الدول مع مراعاة تكلفة المعيشة.

على سبيل المثال، تحتل الهند مرتبة متقدمة جداً في تعادل القوة الشرائية بسبب انخفاض تكلفة المعيشة، لكنها أقل في الناتج الاسمي.


التحديات الكبرى أمام الاقتصاد العالمي

بحسب تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لعام 2025، تواجه المنظومة الاقتصادية العالمية تحديات ضخمة:
1. الديون العالمية: تجاوزت 315% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يهدد الاستقرار المالي.
2. التغير المناخي: يسبب خسائر سنوية قد تصل إلى 520 مليار دولار.
3. التكنولوجيا: قد يضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030، لكنه يهدد ملايين الوظائف.
4. التوترات الجيوسياسية: الصراع الأميركي – الصيني والحرب في أوكرانيا يزيدان من اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار.



الأسئلة الشائعة
- ما أقوى اقتصاد في العالم 2025؟ الولايات المتحدة في الناتج المحلي الاسمي، والصين في تعادل القوة الشرائية.
- ما أضعف اقتصاد؟ توفالو بأصغر ناتج محلي عالمي.
- ما أغنى دولة في العالم؟ لوكسمبورغ من حيث نصيب الفرد.
- من أقوى دولة عربية اقتصادياً؟ السعودية بحجم اقتصاد يتجاوز تريليون دولار.
- ما الأكثر تنوعاً عربياً؟ الإمارات بفضل قطاعاتها المتعددة.
- ما أثر ارتفاع الدولار؟ يزيد تكلفة الواردات ويرفع الأسعار.
- هل التضخم دائماً سيئ؟ ليس بالضرورة، فالمعتدل قد يدل على نمو.
- هل يمكن أن يتراجع اقتصاد قوي فجأة؟ نعم، لكنه أقل عرضة للانهيارات مقارنة بالاقتصادات الصغيرة.



في المحصلة، يُظهر الاقتصاد العالمي في 2025 لوحة معقدة: قوى كبرى تهيمن بالأرقام، أسواق ناشئة تتقدم بخطوات واسعة، ودول هشة تكافح للبقاء. وبين التكنولوجيا والديون والمناخ والجيوسياسة، يبقى المستقبل مفتوحاً على احتمالات عدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ الاقتصادي خلال العقود المقبلة.
 
(CNN إقتصادية)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك