ذكرت صحيفة "The Washington Post" الأميركية أن "مسؤولين إسرائيليين قالوا إن مدينة غزة هي المعقل الحضري الأخير لحركة حماس، مما يشير إلى اعتقادهم بأن العملية الجارية للسيطرة عليها قد تكون حاسمة. ويقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تمر بمرحلة حرجة في القتال، لكن القادة الإسرائيليين صرّحوا أيضًا بأن رفح كانت آخر معقل لحماس قبل اجتياحها للمدينة جنوب غزة العام الماضي. ومع ذلك، لا تزال الحركة صامدة".
وبحسب الصحيفة، "لقد أودت هذه الحرب المروعة بحياة أعداد هائلة من البشر، ومن المرجح أن تُخلّف وراءها جيلاً يحمل ندوبًا عميقة من أهوالها. كان القتلى الإسرائيليون في هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023 أول المتضررين، تلاهم عشرات الآلاف من
الفلسطينيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا بالشلل نتيجةً للرد
الإسرائيلي على الحركة في غزة. وأمام الدمار، انقسم الناس حول العالم، وانقلبت أغلبية متزايدة ضد إسرائيل. ومن بين الدول الأربع والعشرين الكبرى التي شملها استطلاع مركز بيو للأبحاث في حزيران، لم يكن لدى أي منها رأي إيجابي تجاه الدولة اليهودية. في
الولايات المتحدة، اعتبارًا من نيسان، أبدى أكثر من نصف البالغين الذين شملهم الاستطلاع رأيًا سلبيًا. ولا يزال الجمهوريون داعمين على نطاق واسع، ولكن حتى داخل صفوف الحزب
الجمهوري، يزداد انتقاد الشباب".
وتابعت الصحيفة، "يشعر العديد من الإسرائيليين بالخيانة والإحباط لأن عزلتهم المتزايدة تأتي في خضم حرب فُرضت عليهم نتيجة هجوم حماس. إنهم مقتنعون بأن محنتهم هي نتاج معاداة السامية العالمية، وأن هذا الشعور بالحصار قد زاد من عزيمتهم. يشعر الإسرائيليون بالفخر لكونهم مواطنين في أقوى دولة في منطقة معروفة بقسوتها، لكن فخرهم كان مرتبطًا تقليديًا باستسلامٍ قاتمٍ بأن أعدائهم لن يُهزموا هزيمةً كاملةً أبدًا، بل سيُهزمون مؤقتًا فقط. فالسلام لم يوفر سوى الوقت للتحضير للقتال المقبل".
وأضافت الصحيفة، "تتخذ إسرائيل اليوم نهجًا مختلفًا بالسعي لتحقيق نصر شامل في غزة. فالهزيمة الساحقة لحزب الله في
لبنان، وما تلاه من انهيار نظام
الأسد في
سوريا، والهزيمة الساحقة لإيران، أقنعت العديد من الإسرائيليين بإمكانية، بل وضرورة، استئصال حماس تمامًا من قطاع غزة. لم يعد ائتلاف نتنياهو يقبل أي سلام يُبقي حماس المتدهورة صامدة، لكن الرؤية المتطرفة لغزة لا تزال بعيدة المنال. في هذه الأثناء، يشهد المجتمع الأميركي تغيرًا نحو الأسوأ. وغرّد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت الشهر الماضي بشأن تنامي معاداة السامية في الولايات المتحدة، وربط ذلك بالانطباعات العامة عن حرب غزة".
وبحسب الصحيفة، "في حديثه خلال مؤتمر في القدس يوم الاثنين، أقر نتنياهو بالعزلة المتزايدة التي تعيشها البلاد. وقال: "سنحتاج بشكل متزايد إلى التكيف مع اقتصادٍ ذي خصائص الاكتفاء الذاتي"، مُقرًّا بأن
العقوبات من أوروبا الغربية تحديدًا بدأت تُؤثّر سلبًا. لكن تكاليف هذه الحرب تتجاوز قيمتها المالية.