رغم حملات الضغط التي شنها بنفسه، يرى خبراء أن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب لا يملك أي فرصة حقيقية للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، وهو اللقب الذي يسعى إليه بإلحاح منذ توليه السلطة.
اللجنة المانحة للجائزة، المعروفة بحرصها على الاستقلالية ورفضها لأي ضغوط سياسية، تبدو متجهة نحو تكريم مؤسسات إنسانية أو منظمات أممية، خصوصاً في ظل انسحابات
ترامب من الاتفاقيات الدولية وخفضه للمساعدات الخارجية، وهو ما يتناقض مع جوهر الوصية التي تركها ألفريد نوبل.
عدد من أعضاء اللجنة أشاروا إلى أن الضغط العلني الذي مارسه ترامب عبر خطاباته في
الأمم المتحدة وحملاته الإعلامية لن يكون له إلا أثر سلبي على فرصه. "نحن لا نكافئ الضغوط، بل نبحث عن من يعمل فعلاً من أجل السلام"، هكذا لخّص أحد أعضاء اللجنة الموقف.
المحللون ذكروا أن التاريخ شهد منح الجائزة أحياناً لشخصيات مثيرة للجدل مثل باراك أوباما بعد أشهر قليلة من وصوله للرئاسة أو هنري كيسنجر رغم حرب فيتنام، إلا أن هذه الحالات ارتبطت بتحولات سياسية ملموسة. أما ترامب، فمساره مختلف: انسحاب من منظمة الصحة العالمية، التخلي عن اتفاق
باريس للمناخ، فتح حروب تجارية مع الحلفاء، ودعم علني للحرب
الإسرائيلية على غزة.
الخبراء لا يستبعدون أن تمنح الجائزة هذا العام لمؤسسات مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، اليونيسف، الصليب الأحمر، أو حتى منظمات محلية في إفريقيا والشرق الأوسط تعمل وسط النزاعات مثل مبادرة غرف الطوارئ في السودان. وهناك أيضاً احتمال أن تذهب الجائزة إلى الصحافة، بعد عام دامٍ قُتل فيه عدد كبير من الصحفيين، خاصة في غزة.
المؤرخ أسلي سفين قال بوضوح: "ترامب لا يملك أي فرصة للفوز بالجائزة، إلا إذا تمكّن من تحقيق اختراق غير متوقع، كإجبار
بوتين على إنهاء الحرب في
أوكرانيا أو الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة". لكن حتى ذلك، يبقى وفق معظم المراقبين، بعيد المنال.