أعلنت
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الثلاثاء أن الجيش الأميركي سيشرع في تقليص وجوده العسكري في
العراق، معتبرة أن الخطوة تمثل تتويجًا لما وصفته بـ"النجاح المشترك" مع القوات
العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش.
المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أوضح أن القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس الأميركي، وبالتنسيق مع اللجنة العسكرية
العليا الأميركية-العراقية، استنادًا إلى البيان المشترك الصادر في 27 أيلول 2024. وأضاف: "هذا التقليص يعكس نجاحنا في محاربة تنظيم داعش، ويمثل انتقالًا نحو شراكة أمنية دائمة بين
الولايات المتحدة والعراق، تتماشى مع المصالح الوطنية الأميركية والدستور
العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين".
ورغم الإعلان، لم تحدد وزارة الدفاع الأميركية بعد عدد الجنود الذين سيغادرون العراق أو الوحدات العسكرية التي ستبقى. لكن مصادر أمنية كانت قد أشارت في أغسطس الماضي إلى خطط مغادرة بعض القوات الأميركية من قاعدة عين
الأسد بمحافظة الأنبار، ومن قاعدة فيكتوريا قرب مطار بغداد، على أن يواصل عدد محدود من الجنود مهام استشارية وتدريبية.
وأكد بارنيل أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز قدرات العراق الأمنية والاقتصادية، إلى جانب "استمرار التنسيق الوثيق" بين
واشنطن وبغداد لضمان انتقال منظم ومسؤول.
ويقود الجيش الأميركي تحالفًا دوليًا ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا منذ عام 2014، حين سيطر التنظيم على مساحات واسعة من البلدين. ورغم هزيمته عسكريًا، لا يزال التنظيم ينشط عبر هجمات متفرقة.
وكانت تقديرات سابقة قد أشارت إلى وجود نحو 2500 جندي أميركي في العراق، فيما تحدثت مصادر
عراقية عن رقم يتجاوز 3000 جندي. أما في
سوريا، فيحتفظ البنتاغون بنحو 700 جندي حتى الآن.
ويأتي تقليص القوات الأميركية في إطار اتفاق مسبق بين بغداد وواشنطن، يقضي بانسحاب جزئي من بعض المواقع بحلول نهاية أيلول 2025، في وقت يؤكد فيه الطرفان أن الخطوة ليست انسحابًا كاملًا، بل إعادة تموضع نحو شراكة أمنية طويلة الأمد.