Advertisement

عربي-دولي

من الطائفة السامرية إلى صفقة غزة: أسير يعيد طرح سؤال الهوية الفلسطينية

Lebanon 24
16-10-2025 | 01:03
A-
A+
Doc-P-1430018-638961986640870852.jpg
Doc-P-1430018-638961986640870852.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أُفرج هذا الأسبوع عن الأسير الفلسطيني نادر صدقة، المنتمي إلى الطائفة السامرية، في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي جاءت تنفيذًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
Advertisement

ووفق مصادر فلسطينية، نُقل صدقة إلى مصر مباشرة عقب الإفراج عنه، بموجب بنود الصفقة التي تشمل إبعاد عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى دول ثالثة. وتُعدّ حالته استثنائية، إذ كان الأسير الفلسطيني الوحيد المنتمي للطائفة السامرية داخل السجون الإسرائيلية، ما جعل قصته محط اهتمام سياسي وثقافي واسع.

وُلد نادر صدقة عام 1977 على سفوح جبل جرزيم في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وتلقى تعليمه في مدارس المدينة قبل أن يلتحق بجامعة النجاح الوطنية، حيث درس التاريخ والآثار.

خلال سنوات دراسته، انخرط في جبهة العمل الطلابي التقدمية، الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبرز كأحد الأصوات الشبابية البارزة في النشاط السياسي والنقابي.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، التحق صدقة بـ كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، ونُسبت إليه عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، بينها عملية في مدينة بتاح تكفا عام 2003.

تقول بيانات الجبهة الشعبية إن صدقة "عربي فلسطيني مناضل من أجل الحرية والحق"، وهو ما عبّر عنه بنفسه مرارًا في رسائل كتبها من داخل السجن.

وفي آب 2004، اعتقله الجيش الإسرائيلي خلال عملية في مخيم العين بنابلس، وصدر بحقه حكم قاسٍ بالسجن لستة مؤبدات، بعد اتهامه بالتخطيط وقيادة مجموعات عسكرية.

يأتي الإفراج عن صدقة ضمن واحدة من أكبر صفقات التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس"، والتي شملت إطلاق سراح 1968 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 250 محكومًا بالمؤبد و1718 أسيرًا من قطاع غزة اعتُقلوا بعد الحرب الأخيرة.

ووفق هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، تُعد الصفقة "نقطة تحوّل إنسانية وسياسية"، إذ تشمل فئات واسعة من الأسرى القدامى والمرضى وذوي الأحكام العالية.

الطائفة السامرية، التي ينتمي إليها صدقة، تُعدّ من أصغر الطوائف الدينية في العالم، إذ لا يتجاوز عدد أفرادها 841 شخصًا بحسب إحصاءات عام 2020. يعيش نصفهم في جبل جرزيم قرب نابلس، والنصف الآخر في مدينة حولون قرب تل أبيب.

يتحدث السامريون العبرية القديمة والعربية، ويعتبرون أنفسهم امتدادًا لأبناء بني إسرائيل الأصليين، ولديهم نسخة نادرة من التوراة السامرية مكتوبة على جلد غزال، تحوي خمسة أسفار فقط.

رغم الاختلافات الدينية، يحتفظ السامريون بعلاقات وثيقة مع الشعب الفلسطيني، ويشاركونه همومه الاجتماعية والسياسية، وهو ما جعل قصة صدقة تتجاوز بعدها الفردي إلى رمزية وطنية تعبّر عن تنوّع الهوية الفلسطينية ووحدتها في النضال.

ويرى مراقبون أن الإفراج عنه "ليس مجرّد حدث إنساني"، بل "رسالة عن شمول القضية الفلسطينية لكل مكوّناتها"، في لحظة تتقاطع فيها الهوية والدين والسياسة.
 
(روسيا اليوم)
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك