كشف تحقيق لوحدة "سيستيما" التابعة لراديو
أوروبا الحرّة أنّ الكرملين يعتمد استراتيجية تقوم على إنشاء مكاتب شبه متطابقة في مواقع مختلفة داخل
روسيا لإرباك تتبّع تحرّكات الرئيس
فلاديمير بوتين وتقليل مخاطر الاستهداف. وتشمل المواقع "نوفو-أوغاريوفو" بضواحي
موسكو، و"بوجاروف روشي" في سوتشي، و"فالدي" بين موسكو وسانت بطرسبرغ، وقد صُمّمت بطريقة تسمح ببثّ صور واجتماعات رسمية دون الإفصاح عن الموقع الفعلي.
وبحسب التحقيق، جرت مراجعة 700 مقطع فيديو وسجلات سفر مُسرّبة لمرافقي
بوتين لتحديد أين كان "يختبئ على مرأى من الجميع". وتمّ رصد فروقات طفيفة في الديكور الداخلي مكّنت من تمييز المواقع، مثل اختلاف ارتفاع مقبض الباب بين لقطتين في بث دعائي عام 2020، وارتفاع خط التقاء الجدار خلف المكتب، وتغييرات في الأثاث وحامل التلفاز ولون الطاولة، وعدد فتحات التهوية، وموقع منظم الحرارة.
ويرجّح التقرير أنّ بوتين يفضّل الإقامة في مجمّعه المُحصّن في "فالدي" منذ اندلاع الحرب الأوسع في
أوكرانيا. ويؤكد أنّ مساعدين في الكرملين عمدوا إلى تأجيل تواريخ نشر بعض المقاطع أو استخدام لقطات مصوّرة سلفًا لإخفاء المكان الحقيقي، مشيرًا إلى أنّ معظم الاجتماعات المعلنة في "نوفو-أوغاريوفو" هذا العام عُقدت فعليًا في “فالدي”.
ويتقاطع ذلك مع مراجعة سجلات سفر صحافيي التلفزيون الرسمي وأفراد الطاقم الأمني، ومع ملاحظات الباحث الروسي كونستانتين غازي الذي قال إن الأمر "يتعلّق بالأمن بوضوح". وبيّن التحقيق أنّ اجتماعات رسمية نُسبت علنًا إلى "نوفو-أوغاريوفو" صُوّرت في الواقع في سوتشي أو "فالدي"؛ منها بثّ بتاريخ 11 تشرين الأول 2020، وكذلك اجتماع حكومي بعد حريق مركز كيميروفو عام 2018، ومحادثات مع الرئيس الأميركي السابق
جو بايدن في كانون الأول 2021، فيما عُقد ما لا يقل عن 12 اجتماعًا بين شباط ونيسان 2022 في مكتب "فالدي". (العين)