Advertisement

عربي-دولي

دنمارك على الجبهة الأمامية.. من مقاهي الفتيات إلى قوائم التجنيد الإلزامي

Lebanon 24
15-11-2025 | 23:53
A-
A+
Doc-P-1442726-638988729681051836.png
Doc-P-1442726-638988729681051836.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في بلد اعتاد رؤية الفتيات في المقاهي وعلى الدراجات الهوائية أكثر من رؤيتهن في ساحات التدريب العسكري، تعيش الدنمارك اليوم منعطفًا تاريخيًا. فمع تصاعد "الهاجس الروسي" واتساع التوتر في شمال أوروبا، وجدت المراهقات الدنماركيات أنفسهن فجأة أمام سؤال غير مألوف: هل تكون سن الـ18 بوابة إلى الجامعة أم إلى الثكنة العسكرية؟
Advertisement

دخل قانون التجنيد الجديد حيّز التنفيذ في تموز الماضي، ووسع الخدمة العسكرية لتشمل النساء لأول مرة. فبعد أن كانت إلزامية للذكور فقط، بات على الفتيات عند بلوغ 18 عامًا الخضوع لإجراءات التجنيد، مع احتمال استدعائهن للخدمة التي تم تمديدها من 4 إلى 11 شهرًا. ورغم أن أحدًا لم يُجبَر فعليًا على الخدمة منذ 2012 بسبب وفرة المتطوعين، فإن التعديلات الجديدة جعلت كثيرين يشعرون بأن دورهم قد يأتي قريبًا، بحسب "صنداي تايمز".

يهدف هذا التوسع إلى تعزيز قوات الاحتياط ورفع عدد المجندين من نحو 4000 سنويًا إلى 7500، في إطار استعداد أوسع للحرب. ففي الشهر الماضي، أعلنت الحكومة زيادة إنفاق دفاعي بقيمة 3.2 مليار جنيه إسترليني لشراء مزيد من طائرات "إف 35" والمسيّرات والسفن، ضمن خطة لتخصيص 20 مليار جنيه خلال عشر سنوات، مع ارتفاع الإنفاق الدفاعي من 2% من الناتج المحلي في 2023 إلى 3% هذا العام.
فتاة دنماركية تتلقى تدريبا في صفوف الجيش

وترى الحكومة وكثير من الدنماركيين أن التهديد الروسي يتصاعد؛ فإغلاق مطارات في كوبنهاغن وأوسلو لساعات بعد الاشتباه في طائرات مسيّرة روسية، واقتحام 19 مسيّرة للمجال الجوي البولندي، زادا القلق داخل الناتو. ووُصفت تلك الطائرات بأنها "أخطر هجوم على البنية التحتية الحيوية الدنماركية حتى الآن". في الوقت نفسه، تعيد الحرب في أوكرانيا وأنشطة "المنطقة الرمادية" إحياء نقاش التجنيد في أوروبا، من دول تعتمد الخدمة الإلزامية أصلًا مثل إستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا، إلى ألمانيا التي أعلنت فحصًا طبيًا إلزاميًا للرجال بعمر 18، وإيطاليا التي فتحت نقاشًا حول إعادة الخدمة الإلزامية.

في مراكز التجنيد الأربعة المفتوحة على مدار العام، يتلقى الشباب عند بلوغ 18 عامًا رسالة من وزارة الدفاع تدعوهم إلى "يوم الدفاع". الحضور إلزامي، والتخلف عنه يعرّض لغرامات متصاعدة، وقد تتدخل الشرطة في حال التكرار. خلال هذا اليوم، يحضر المرشحون عرضًا عن مسار الخدمة، ثم يخضعون لاختبار إلكتروني وفحص طبي كامل وهم بملابسهم الداخلية، قبل سحب رقم من 1 إلى 36 ألفًا يحدد احتمالية استدعائهم حتى سن 32. من يرفض الخدمة يمكنه طلب صفة "رافض لأسباب ضميرية" والعمل في حضانات أو دور رعاية أو مستشفيات بدل الجيش.
فتاة دنماركية تتلقى تدريبا في صفوف الجيش

مكافأة الخدمة تبلغ نحو 1400 يورو شهريًا مع سكن مجاني، ويمكن تأجيل التجنيد إلى ما بعد الدراسة. لكن القائد المسؤول عن "يوم الدفاع"، سونه لوند، يعترف بأن للتجنيد الإلزامي سلبيات، إذ يتطلب قدرة نفسية وجسدية على تحمّل إطلاق النار والانفجارات والانضباط العسكري، لكنه يؤكد أن البيئة الأمنية في أوروبا تفرض إشراك النساء، وأن الحرب في أوكرانيا أظهرت ضرورة أن تعزز الدول أمنها بنفسها، وأن "تجنيد الجنسين معًا هو الطريق الأفضل للاستفادة من كامل المجتمع".

ورغم أن الدنمارك من أكثر الدول مساواة بين الجنسين — 44% من البرلمان نساء — فإن النساء لا يشكلن سوى 25% من الجيش. وهذا ما ينعكس على نقاشات المراهقات، مثل سيغنه ليفيفر (17 عامًا) التي تقول إنها باتت تتحدث مع صديقاتها عن احتمال الالتحاق بالجيش بقدر حديثهن عن الدراسة والعطل: "سأبلغ 18 عامًا في فبراير، وهذا يقلقني. معظمنا لا يشعر بالارتياح، وكثيرات خائفات من أن يتم اختيارهن". ترى ليفيفر أن المساواة في التجنيد خطوة منطقية، لكنها تشير إلى أن بلادها ما زالت بعيدة عن الكمال: "إحدى صديقاتي قالت إن عدد الرؤساء التنفيذيين في الدنمارك الذين يحملون اسم لارس يفوق عدد الرئيسات التنفيذيات من النساء". وهي تخشى أن يغيّر التجنيد مسار حياتها، وتعتبر أن الشباب يدفعون ثمن أزمة جيوسياسية صنعها الكبار.

في شوارع كوبنهاغن، يحظى القانون بدعم واسع بين بعض الشابات. تقول الطالبة سلينا فروست زاخو (21 عامًا): "إذا كنا نريد مساواة حقيقية، فيجب أن يخضع الجنسان للأمر نفسه. الرجال لا يريدون التجنيد لكنه مفروض عليهم، فلماذا لا يُفرض علينا أيضًا؟" وترى أن زيادة عدد النساء قد تُنهي شعور المؤسسة العسكرية بأنها "نادٍ للرجال"، مضيفة أن الكثير من الفتيات يفكرن اليوم في احتمال الموت فعلًا إذا اندلعت حرب مع روسيا، خصوصًا مع أحاديث الطائرات المسيّرة على أبواب البلاد.

ورغم أن الدنمارك تبعد نحو 700 ميل عن روسيا، فإن الخطر صار ملموسًا؛ نشرات الأخبار تتحدث عن سيناريوهات انقطاع الكهرباء أو نقص الغذاء، والبرامج التلفزيونية تناقش كيفية الحديث مع الأطفال عن التجنيد. يقول العقيد كينيث ستروم، رئيس برنامج التجنيد: "كل الدنماركيين يشعرون بالخطر غير المسبوق. وهذا يعني أننا بحاجة لبناء قوة قتالية إضافية بأسرع وقت". وعندما يُسأل عن إمكانية توسيع التجنيد أكثر، يرد بحذر: "لا أرى الوضع ثابتًا… كل شيء يتغير باستمرار". (العين)

 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك