Advertisement

عربي-دولي

"حضّروا حقائب الطوارئ"… خطاب الحرب "يجتاح" الشارع الفرنسي

Lebanon 24
06-12-2025 | 14:57
A-
A+
Doc-P-1451719-639006550677680161.avif
Doc-P-1451719-639006550677680161.avif photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
منذ اندلاع الحرب الروسية–الأوكرانية في شباط 2022، تعيش الفرنسية ناداج (70 عامًا) تحت وطأة هاجس سيناريو كارثي يتمثل في احتمال انخراط فرنسا في صراع عسكري مباشر مع روسيا. وارتفع منسوب قلقها هذا الأسبوع عقب تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده «جاهزة للحرب» إذا "أرادها الأوروبيون وبدأوها".
Advertisement

وتعتقد ناداج أن طموحات بوتين لن تتوقف عند أوكرانيا، بل قد تمتد إلى دول أوروبية أخرى كانت ضمن الاتحاد السوفياتي السابق، لا سيما إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وهي دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، ومحميّة بالمادة الخامسة من معاهدة الحلف، التي تعتبر أي هجوم على دولة عضوة هجومًا على الجميع، بما فيهم فرنسا.

خطة هروب مسبقة

تقول ناداج إنها أعدّت خطة هروب في حال اضطرت فرنسا إلى التدخل عسكريًا "سآخذ أولادي وأحفادي إلى كندا حيث يعيش أقاربي… فهي بعيدة بما يكفي عن روسيا، والفرنسية متداولة فيها".

ولا تبدو ناداج حالة معزولة، إذ تتزايد المخاوف داخل فرنسا من تطوّر الحرب الأوكرانية إلى مواجهة أوروبية أوسع، خصوصًا بعد حوادث اختراق طائرات مسيّرة للأجواء الأوروبية وصولًا إلى حدود فرنسا، إضافة إلى نبرة التحذير غير المسبوقة في خطاب رئيس أركان الجيوش الجنرال فابيان ماندون.

وتعكس الأرقام هذا القلق المتصاعد، إذ ارتفعت نسبة الفرنسيين الذين يعتبرون روسيا "تهديدًا لسيادة دول الاتحاد الأوروبي" من 72% إلى 80% خلال شهر واحد، بينما يرى 79% من الأوروبيين أن موسكو تشكّل تهديدًا، ويتقدّم البريطانيون قائمة الأكثر قلقًا بنسبة 85%.

تهيئة ذهنية للحرب

داخل فرنسا، يشعر كثير من المواطنين أن السلطات تهيّئ الرأي العام نفسيًا لاحتمال اندلاع حرب، وهو أمر غير مسبوق منذ عقود. وتروي الشابة بلانش (26 عامًا) أنها شعرت بالصدمة عندما قرأت مع والدتها تصريح الجنرال ماندون الذي دعا فيه الفرنسيين إلى «قبول فقدان أبنائهم»، مضيفة: "ظننّا أنه يقصد التعبئة العامة، فقالت لي أمي: سنُخفي أخاك ونغادر إلى بلد بعيد".

ورغم أن التوضيح لاحقًا حصر الكلام بالعسكريين، بقي القلق حاضرًا لدى بلانش التي تعتبر أن "هذه أول مرة يُتحدث فيها عن الحرب بهذه الطريقة"، لافتة إلى أن زيادة ميزانية الجيوش دليل على وجود "خطر حقيقي". وتعترف بأنها باتت تخشى اندلاع "حرب عالمية ثالثة"، وأن هذا الخوف بدأ يؤثر في قرارات حياتية بسيطة، حتى فكرة السفر.

هل القلق مبرَّر؟

السفير الفرنسي السابق لدى موسكو، جان دو غلينياستي، سعى إلى طمأنة الفرنسيين، معتبرًا أن "تصوّر دبابات روسية في شارع الشانزليزيه غير جدي"، لأن فرنسا دولة نووية. لكنه أقرّ في الوقت نفسه بأن نبرة خطاب السلطات "لم تُسمع منذ الحرب الباردة"، مشيرًا إلى تصعيد غير مسبوق بعد استهداف ناقلات نفط روسية في البحر الأسود قرب سواحل السنغال.

ويحذّر غلينياستي من أن استهداف بنى روسية في المياه الدولية «سابقة خطيرة»، لافتًا إلى أن تركيا أبدت قلقها، والكرملين هدّد باستهداف السفن التجارية في الموانئ الأوكرانية، ما يجعل سيناريو التصعيد «احتمالًا واقعيًا جدًا».

دور الإعلام في تغذية القلق

ويرى كثير من الفرنسيين أن الإعلام يساهم في تعميق هذا الجو المتوتر. فالسيدة ماري (54 عامًا)، وهي أمّ لعسكرية في البحرية، تنتقد القنوات الإخبارية "التي تتصرّف وكأن الحرب حتمية"، معتبرة أن ما تنقله يختلف عمّا تسمعه من ابنتها وزملائها العسكريين الذين "لا يتوقعون مواجهة مباشرة".

وتضيف أن خطاب المسؤولين "غير مشجّع"، متسائلة: "كيف تريد تحفيز الناس حين تقول لهم إنهم سيموتون؟". وتشير إلى دعوات تجهيز "حقائب طوارئ"، قائلة: "أنا على وشك أن أجهّز حقيبتي وأرحل".

أما أكثر ما يثير قلق ماري، فليس فقط خطر الحرب، بل قدرة فرنسا على مواجهتها في ظل "انقسام المجتمع"، وعدم ثقتها بالرئيس إيمانويل ماكرون في حال اندلاع صراع، متهمة إياه بالسعي إلى "جرّ فرنسا إلى الحرب".

(لوفيغارو)



إذا أحببت، أستطيع أيضًا تحويله إلى رادار سياسي أو نسخة مختصرة للنشر السريع.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك