تدخل القوات الأميركية في سوريا مرحلة شديدة التعقيد بعد عام على سقوط بشار الأسد وصعود الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي بات يُقدَّم في واشنطن كشريك رئيسي للبيت الأبيض، فيما يبقى مستقبل مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مفتوحاً على مساومات صعبة، حسب موقع "Miami herald".
وبقول الموقع:" القيادة الجديدة في دمشق، التي تنقلب جذرياً على موقف النظام السابق الرافض للوجود الأميركي، تسعى إلى تحويل هذا الوجود إلى شراكة أمنية رسمية مع البنتاغون، تشمل التعاون في محاربة تنظيم "داعش" وإعادة ترتيب شمال وشرق سوريا. لكن ذلك يصطدم بطموح "قسد" إلى استمرار الإدارة الذاتية التي رسّختها خلال الحرب، وبضغوط تركية وسورية متزايدة لدفعها نحو الاندماج في الجيش السوري الجديد والتخلّي عن أي صيغة فدرالية واسعة على غرار إقليم كردستان العراق".
أضاف:" مسؤولون أميركيون سابقون، بينهم وليام روبوك وجيمس جيفري وجوزيف فوتيل، يرون أن واشنطن مضطرة لاستخدام نفوذها لإخراج هذا الملف من الجمود: دمج وحدات "قسد" ضمن تشكيلات الجيش السوري مع الإبقاء على مستوى من الحكم المحلي والأمن الذاتي في المحافظات الشمالية الشرقية، وبالتوازي توحيد الجهد العسكري ضد "داعش". لكن هؤلاء يحذّرون في الوقت نفسه من "عوائق كبيرة" تتعلق بالاستقلال السياسي للإدارة الذاتية، وآليات القيادة والسيطرة العسكرية، والاختلاف الأيديولوجي بين نموذج "قسد" العلماني – ذي الحضور النسائي الواسع – وبين رؤية الدولة المركزية".
وقال:" دمشق من جهتها تروّج لـ"صفقة أوسع" مع واشنطن: شرعنة الوجود الأميركي عبر اتفاق رسمي، مقابل إشراك شركات أميركية في إعادة تأهيل وتشغيل حقول النفط والغاز في
الشمال الشرقي، بما يضمن عوائد اقتصادية للطرفين ويفتح الباب أمام استثمارات أوسع في إعادة الإعمار. في الخلفية، تتحرك
إسرائيل كلاعب ضاغط إضافي؛ تكثّف ضرباتها في سوريا وتُلوّح بورقة حماية الدروز في الجنوب، ما يربك مسار التقارب الأميركي – السوري. وبينما يحاول
البيت الأبيض الموازنة بين شراكته التاريخية مع تل أبيب وانفتاحه على القيادة الجديدة في دمشق، يحذّر دبلوماسيون وخبراء من أن حسابات إسرائيل "لا تتطابق بالكامل" مع الرؤية الأميركية، وأن أي انزلاق في الجنوب أو الجولان قد يعرقل مسار التسوية الناشئ برمّته".
وختم:" في المحصلة، تبدو واشنطن أمام معادلة دقيقة: تثبيت قيادة سورية جديدة تعتبرها فرصة لإعادة رسم الخريطة الإقليمية، من دون التخلي عن تحالفها مع «قسد»، ودون السماح لإسرائيل أو
تركيا بتحويل الشمال والجنوب إلى ساحتي اشتباك دائم، في وقت لا تزال فيه «داعش» والخراب الاقتصادي وملفات اللاجئين تهدد كل ما تحقق حتى الآن".