كتبت "آرم نيوز": يرى خبراء أن قمة الدوحة حول اتفاق التهدئة في غزة تمثل ضغطًا دوليًا قويًا على إسرائيل، يهدف إلى دفعها نحو المرحلة الثانية من التسوية، والتي تتضمن الانسحاب إلى الحدود الدولية وبدء عملية إعادة الإعمار.
ويشير الخبراء إلى أن غياب الوفد الإسرائيلي عن القمة يبعث برسائل واضحة برفض تل أبيب للضغوط المباشرة، في حين تواصل القوى الدولية الفاعلة جهود الوساطة لتحقيق تقدم ملموس، رغم التحديات التي قد تؤخر تنفيذ المرحلة الثانية على الأرض.
دور الوسطاء
في حديثه، أشار أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن يوسف، إلى أن قمة الدوحة تمثل محاولة لتعزيز دور الوسطاء الإقليميين، مثل قطر ومصر وتركيا، بدعم ومباركة أمريكية، موضحًا أن مشاركة 45 دولة في القمة يعكس اهتمام المجتمع الدولي بإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف يوسف لـ "إرم نيوز" أن هناك توجهاً جديداً للانتقال إلى المرحلة الثانية، موضحاً أن غياب الوفد الإسرائيلي يحمل عدة إشارات، أبرزها رفض قطر استقبال دولة اعتدت عليها سابقاً، بما يعكس مقاطعة للتواصل المباشر مع القيادات الأمنية والعسكرية
الإسرائيلية.
وأكد أن هناك إرادة دولية بقيادة
الولايات المتحدة لفرض الانتقال إلى المرحلة الثانية، مع جهود واضحة من الوسطاء الإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى أن أي فشل في هذه المرحلة سيعني إفشال كل الجهود الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
ورأى أن انعقاد القمة سيشكل عامل ضغط على إسرائيل لإجبارها على الانتقال إلى المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يشعر بنشوة النصر لأنه تمكن من الوصول إلى الأسرى الإسرائيليين ويحتل 53% من مساحة قطاع غزة، وبالتالي لا يشعر بالحاجة إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل الانسحاب الإسرائيلي إلى الحدود الدولية وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
واختتم يوسف بالإشارة إلى أن إسرائيل قد تمتنع عن الانتقال لهذه المرحلة، إلا أن الضغط الدولي والأمريكي والإقليمي قد يفرض عليها ذلك، مع احتمال أن تبقى العقبة الأساسية في وجه الجهود الأمريكية والإقليمية في غزة ولبنان.
إفشال المرحلة الثانية
ومن جانبه، رأى المحلل السياسي، محمد القيق أن إسرائيل تسعى لتشتيت المرحلة الثانية وإفراغها من مضمونها، إذ تسعى لتحقيق نقطتين أساسيتين: الأولى منع وجود القوات التركية والمصرية داخل غزة، والثانية عدم تشكيل اللجنة
الفلسطينية، واستبدالها بمجموعات متمردة وتشكيل مجلس أمني تديره إسرائيل.
وأوضح القيق لـ"إرم نيوز" أن نتنياهو يعيش تناقضًا حادًا مع الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، الذي لديه التزامات تجاه الوسطاء والدول الثماني الموقعة على البيان.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية حرجة، وقد تدفع نتنياهو إلى تجديد العمليات العسكرية لخلط الأوراق والتخلص من الاستحقاقات السياسية المتعلقة باللجنة الفلسطينية والقوات الدولية.
وذكر أن نتنياهو يرفض المرحلة الثانية وقد يقوم بمناورات لتغيير معاييرها لصالحه نتيجة ضغوط من اللوبي الصهيوني على ترامب، مؤكداً أن المتضرر الأساسي من هذا المشهد هو الدول العربية والإسلامية خاصة مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق التي تجاوزت 700 انتهاك.
وبيّن أن من بين الانتهاكات اغتيال قيادي في حماس، وهو ما يضر بالاتفاق الأمني، مشيراً إلى أن كل ما يجري ليس في صالح نتنياهو، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات التي قد تكون مبكرة، حيث لم يحقق أي إنجاز ملموس في غزة أو
لبنان ولا
إيران، ما يجعل المرحلة خطيرة بالنسبة له وقد يدفعه ذلك لاتخاذ خطوات متسرعة لتفادي النتائج السلبية.
وخلص القيق إلى أن قمة الدوحة لن تخرج بنتائج إيجابية، في ظل الغموض المحيط بخطة ترامب، وبالأخص القوى الدولية تجعل العديد من الدول مترددة من الدخول إلى غزة، ما يعني أن هذه القمة شكلية، وفق وصفه. (آرم نيوز)