Advertisement

خاص

حرب استنزاف وإشارات قوية!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
29-03-2019 | 01:19
A-
A+
Doc-P-571078-636894450866428191.jpg
Doc-P-571078-636894450866428191.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عناوين حامية تسيطر على أجواء المنطقة بدأت مؤشراتها مع باكورة قرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بقرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران تلاه اعلانه القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ومن ثم مؤخراً اعترافه بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل، فيما تتجه الانظار بقلق وتوجس نحو ما تخبئه الادارة الاميركية بعد من قرارات أخرى لا تقل خطورة عن ما سبقها وقد تصب في اطار ما سمي بـ"صفقة القرن". قد يصف البعض هذه القرارت بالمتهورة والاستفزازية وغير الشرعية إلا أن ما هو مؤكد انها قرارات مدروسة في الشكل والمضمون والتوقيت مستغلة وهنَ دولة المنطقة العربية وغرق بعضها بالازمات على مختلف المستويات، ودلالات ذلك كشفتها ردود الاستهجان والاستنكار العربي الخجول امام محاولات اسقاط  قضية الصراع العربي الاسرائيلي وتجريدها من اوراق قوتها  في حين شرّعت واشنطن بالمقابل من حيث تدري او تريد الباب واسعاً امام تفعيل دور محور المقاومة وعلى رأسه ايران لتعزيز وتشريع جبهاته الممتدة في شرايين المنطقة تحت عنوان المواجهة مع العدو الاسرائيلي.
Advertisement

على ذلك لا يمكن اعتبار اللاعب الاميركي نجح في مسك زمام المنطقة والتحكم بها، اذ مازال هناك العديد من الخيوط المتفلتة والتي يجري العمل على الامساك بها من اكثر من طرف واتجاه ، كدخول اللاعب الصيني على خط  التعاون مع العدو الاسرائيلي في مجالات عدة لاسيما الامن والاستخبارات والذي دفع بالادارة الاميركية عبر وزير خارجيتها الى انذار اسرائيل بتضرر العلاقات الاميركية الاسرائيلية في حال حصول هذا التعاون المشترك، اضف اليه ما سرب عن اتفاق روسي اسرائيلي على تشكيل مجموعة عمل مشتركة ترمي الى اخراج القوات الاجنبية من سوريا الامر الذي لم تنفه او تؤكده الكرملين، في المقابل حراك آخر ايراني على خط غزة عبر تمويلات للقطاع السكني في غزة وصعود لـ "تيار ايران" يأتي ذلك بالتوازي مع اعادة الحرارة الى العلاقة بين حزب الله وحركة حماس التي خلص آخر لقاء جمع وفد عنها بالامين العام لحزب الله حسن نصرالله  الى اتفاق على اعادة ترتيب اوراق المقاومة وتقديم الدعم وتعزيز التعاون والتنسيق بينهما  بما يشكل تأكيداً لما ادلى به مؤخرا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني على أن" وجود حزب الله وحماس هو لحماية ايران من اسرائيل".

من هنا يمكن القول بان المنطقة لم تصل بعد الى مرحلة المواجهة المباشرة بين المحاور المتصارعة على النفوذ. وما يدور حالياً لا يمكن ان يدخل سوى في اطار تعزيز التحضيرات لـ"فرضية" المواجهة المباشرة التي يبدو ان ظروفها غير قائمة حالياً، سيما وان المحور الايراني وامام الاستفزازات الاميركية التي طالت الجولان السوري المحتل مؤخرا والقضية الفلسطينة بتهويد القدس- والتي يعتبرها مرشد الثورة الاسلامية القضية الاول والمركزية للعالم الاسلامي وان ايران هي المدافع الاول عنها- لم يقدم حتى الآن على اي خطوة مواجهة جدية وانما بقي محافظاً على غرقه  في فتح انفاق البنى التحتية لمشروعه في دول المنطقة مستفيداً من التضعضع العربي والرعونة الاميركية على ما قد يحمل ذلك من مؤشرات خطرة  تشير الى دخول دول المنطقة العربية فيما اذا استمرت على تضعضعها في حرب استنزاف باردة وخسارة لكل مقدراتها.



(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك