كتبت ناتالي اقليموس في "الجمهورية": رغم انقضاء العام الدراسي، تستمر المعركة بين إدارات المدارس الخاصة والمعلمين والأهالي من دون هوادة، وسط أجواء من التشكيك وانعدام الثقة إلى حدّ ملامسة الثأر، أهالي يُبدّلون مدارس أولادهم، إدارات تستغني عن معلميها، معلمون يرفعون دعاوى بحق إداراتهم. وجديد فصول تلك المعركة، "صرف أكثر من 500 معلم من وظيفتهم" وفق ما أكّده نقيب المعلمين رودولف عبود في حديث لـ"الجمهورية".
وفي سياق متصل ذكرت "الجمهورية" أنّ "اجتماعاً بعيداً من الإعلام سيُعقد في بكركي اليوم، وقد دُعيَ إليه الرؤساء العامّون والرئيسات العامّات للرهبانيات اللبنانية في حضور عدد من النواب، حيث سيحتلّ الشقّ التربوي حيّزاً من النقاش إلى جانب قضايا أخرى".
يستعدّ صباح اليوم، الصرح البطريركي لاحتضان اجتماع بين الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات للرهبانيات، قبل أن ينضمّ إليهم ممثلون عن الكتل النيابية للاطّلاع على واقع الأزمة ومعرفة صرخة الرهبانيات وهواجسها. وعلمت "الجمهورية" أنّ هذا الاجتماع يأتي بعد تفاقمِ نقمةِ الرهبانيات من تقصير الدولة في تسديدها متوجّباتٍ للمؤسسات التربوية، الاستشفائية... وبعد التداعيات التي أرخاها القانون 46 على سير تلك المؤسسات، وخطورة الوضع المالي المتدهور.
إلى ذلك، تستعر المعركة التربوية، لا سيّما وأنّ اليوم يُصادف 5 تمّوز موعد الانتهاء من تسجيل التلاميذ للسنة الدراسية المقبلة وتجديد عقود أساتذة أو فسخِها. في هذا الإطار كشفَ عبود لـ"الجمهورية"، أنّ "نقابة المعلمين تُعدّ لمؤتمر صحافي قريباً تُفنّد فيه بالأسماء المدارسَ التي احتالت على أساتذتها وصرَفتهم بذريعة تداعيات السلسلة، وغيرها من الأمور التي بقيَت "مستورة"، وذلك بعد ان تَعقد النقابة اجتماعها التنسيقي يوم غدٍ الجمعة".
وأوضَح عبود: "إجتماعُنا غداً كمجلس النقابة، تحضيراً لمؤتمر صحافي سنعدّد فيه "الفظايع" بالجملة من دون إبقاء أيّ سِتر مقفل، ما إن تكتمل المعطيات لدينا والإحصاءات". وتابع: "ما يثير الريبة أنّ بعض الإدارات تدفع تعويضات هائلة، تتجاوز المئة مليون للمعلم لدفعِه نحو الإستقالة، وهي تستهدف قدامى المعلمين أي الخميرة"، تغريهم بمبالغ تثير الشكوك «وين كانوا هالمصاري؟ شو عم بهرّبون؟"، وإذا كان بوسعِ تلك الإدارات تسديد هذه التعويضات لماذا لم تحافظ على أساتذتها سنة وسنتين إضافيتين؟". وتابع متأسّفاً: "في المقابل بعض الإدارات تصرف عدداً من معلميها من دون أيّ ليرة، ما يدفعنا للتوجّه إلى رفع الدعاوى".
أمّا بالنسبة إلى العدد التقديري للأساتذة المصروفين حتى الآن، فقال: "الإحصاءات لم تكتمل لدينا بعد، ولكن في ضوء الشكاوى التي تلقّيناها والملفات التي نلاحقها تبيّن صرفُ ما لا يقلّ عن 500 و600 معلم".
وتوقّف عبود عند نموذج من العقد التي يتخبّط فيها بعض الاساتذة، قائلاً: "على سبيل المثال بعض المدارس المجانية التابعة للمقاصد ستقفل أبوابها، وبحسب القانون تتحمّل الإدارة نِصف التعويض، وصندوق التعويضات النصف الآخر. ولكن بما أنّ جمعية المقاصد في بيروت لم تسدّد متوجباتها من اشتراك لصندوق التعويضات منذ سنوات، والتي تلامس قيمتها نحو 11 مليار ليرة، رغم أنّها كانت تحسم من رواتب معلميها، لذا صندوق التعويضات لن يسدّد ما يتوجب للأساتذة، علماً أنه كان متساهلاً مع إدارة المقاصد خلال هذه السنوات "كأن مطنش"، ولكن في النتيجة ما ذنبُ الاستاذ كي يُحرَم من حقوقه؟".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(ناتالي اقليموس - الجمهورية)