Advertisement

صحافة أجنبية

الإرهاب العرقي يضرب دالاس

Lebanon 24
08-07-2016 | 19:20
A-
A+
Doc-P-176276-6367054059416708281280x960.jpg
Doc-P-176276-6367054059416708281280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
هذه المرّة عاد الإرهاب في الولايات المتحدة إلى أصوله.. عنف عرقي ضرب في دالاس قلب الولايات المتحدة معيداً تظهير الانقسام الحاد داخل البلاد بين البيض والسود الذي ساد عقوداً طويلة قبل أن تخفف من وطأته حركات مناهضة العنصرية، لكن من دون أن تقتلعه من جذوره؛ بل إن هذا العنف الذي يطل بين فترة وأخرى، يأتي هذه المرّة وسط حملة انتخابات مليئة بالعنصرية خصوصاً ضد المسلمين، يتصدرها المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الذي يمثل الرجل الأبيض الأميركي التقليدي الكاره للأميركيين من أصول أفريقية ولذوي الأصول الأميركية الجنوبية المتحدثين باللغة الإسبانية، ووفق الدارج من موضة العنصرية ضد المسلمين، وفق ما بات يعرف بـ«الإسلاموفوبيا»؛ ولا يقلل من هذا الانقسام تصريحات معتدلة لترامب، وعلى غير عادته، إزاء ما حصل في دالاس. إذاً، قبل 6 أشهر على انتهاء ولاية أول رئيس أسود في تاريخ البيت الأبيض وقبل نحو 4 أشهر من انتخابات رئاسية قد تكون لنتائجها تداعيات خطيرة جداً على نسيج المجتمع الأميركي، ومع بداية هذا الصيف، وجد الأميركيون من أصل أفريقي أنفسهم مجدداً في وضع المظلوم تجاه جرائم غير مبررة يرتكبها عناصر شرطة بيض ضدهم في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا، وعلى ما يبدو قرر بعض السود مواجهة العنف بالعنف ولكن في موقع آخر هو ولاية تكساس وتحديداً في دالاس، وكانت حصيلة الاشتباكات التي اندلعت ليل الخميس ـ الجمعة في تلك المدينة، مصرع 5 رجال شرطة وأحد المهاجمين وإصابة 7 شرطيين آخرين ومدنيين اثنين بجروح. وفي تفاصيل الواقعة، أن شرطة دالاس نشرت عدداً من عناصرها لضبط الأمن خلال تظاهرة تحت شعار «أرواح السود أيضاً قيّمة» (بلاك لايفز ماتر) نظمت احتجاجاً على مصرع شبان سود في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا قبل أيام. لكن عناصر الأمن وجدوا أنفسهم في كمين نُصب لهم من قبل قناصة يرجح أنهم سود، إذ قام هؤلاء باستهداف عدد من رجال الشرطة في مكان التظاهرة فلقي 5 من رجال الشرطة مصرعهم وأصيب 7 آخرون بجروح بالإضافة الى مدنيين اثنين. ولدى اكتشاف رجال الشرطة ما يدور حولهم وما حصل لزملائهم بدأوا بتبادل إطلاق النار مع المهاجمين، ما أدى في نهاية المطاف الى محاصرة أحد القناصة في زاوية أحد المباني القريبة قبل أن تنفجر فيه إحدى القنابل الروبوت فيصاب بجروح ثم ينتحر بإطلاق النار على نفسه. ووقع ثلاثة مشتبه بهم آخرون في يد الشرطة وأرسلوا الى الحجز للتحقيق معهم. ولم يُعرف ما إذا كان هؤلاء هم جميع المهاجمين أم أن عدداً منهم فر من موقع الجريمة. وعلى الرغم من أن السلطات لم تعلن عما إذا كان القناص المدعو ميكا جونسون (25 عاماً من ميسكيت في تكساس) الذي أردته الشرطة، «أسود البشرة»، إلا أن الاعترافات التي أدلى بها قبل مصرعه وأعلنتها الشرطة ترجح الى حد كبير أن يكون من الجالية السوداء. ففي مؤتمر صحافي عقد أمس أعلن رئيس شرطة دالاس دايفيد براون أن «المعتدي أعرب للشرطة عن غضبه من مقتل شبان سود قبل أيام على أيدي رجال شرطة بيض دون أي جرائم ارتكبوها» وأنه «يريد أن يقتل أشخاصاً بيض وخصوصاً إذا كانوا رجال شرطة». وقد أدلى المعتدي بهذه الاعترافات خلال مفاوضات دامت ساعات بينه وبين الشرطة انتهت بتفجير الشرطة في سابقة من نوعها، قنبلة روبوت قرب الجاني أدت الى مصرعه على الفور. واضطرت الشرطة الى اتباع أسلوب التفجير هذا لعدم رغبتها في تعريض المزيد من رجالها للخطر ولا سيما أن جونسون قال «إن النهاية قادمة» وزعم أن كاراج المبنى الذي حُوصر فيه مفخخ بالمتفجرات، وأنه أيضاً زرع عبوات ناسفة في وسط دالاس. لكن بعد مقتله وتمشيط الشرطة الأماكن التي أشار اليها لم تعثر على أي أثر لمواد متفجرة ما يدل على أنه كان يحاول كسب بعض الوقت كي لا تقضي عليه الشرطة. وأفادت الشرطة أن المحتجزين لديها بسبب الاشتباه بأنهم شاركوا في عمليات القنص هم رجلان وامرأة، وأن هؤلاء الثلاثة لا يتعاونون حتى الآن مع المحققين. تجدر الإشارة الى أن جونسون كان خدم لفترة في احتياطي الجيش الأميركي. وكشفت السلطات عن اسم اثنين من القتلى في صفوف شرطة دالاس هما برنت تومسون (43 عاماً) الذي عمل سابقاً في تدريب عناصر الأمن في العراق وباتريك زاماريبا (32 عاماً). واضطر المرشحان الرئاسيان الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب الى تعليق حملتيهما أمس بصورة موقتة. وعاد موضوع ضبط السلاح المتفلت في الولايات المتحدة الى الواجهة مجدداً بعد سيل من الجرائم التي ارتكبت بسبب سهولة حيازة أي كان على أسلحة من شتى الأنواع في البلاد. ولم تتردد صحيفة «نيويورك بوست» في عددها الصادر صباح أمس في عنونة صفحتها الأولى بعبارة «حرب أهلية» يتبعها علامة استفهام. وعلى غير عادته وبأسلوب لن يعجب الآلاف من أنصاره البيض المتطرفين الحليقي الرؤوس، أدلى ترامب بتصريحات متزنة حيال مأساة دالاس، فتعهد بمواجهة العلاقات المتدهورة بين السود والبيض واصفاً هجوم دالاس بـ«المروع»، ومشيراً في الوقت عينه الى «الموت المأسوي والجنوني الذي تعرض له شابان سود في مينيسوتا ولويزيانا». وقال ترامب في بيانه «أمتنا أصبحت منقسمة بشكل كبير، ويشعر عدد كبير من الأميركيين بأنهم فقدوا الأمل. إن الجريمة تضر بعدد كبير من المواطنين. والتوترات العرقية أصبحت أسوأ. هذا ليس الحلم الأميركي الذي نريده جميعاً لأولادنا. وهذا هو الوقت أكثر من أي وقت مضى للقيادة القوية والحب والتعاطف كي نخرج من هذه المآسي». أما كلينتون فغردت على تويتر بالقول «أنعى رجال الشرطة الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم المقدس لحماية المتظاهرين السلميين، وأعزي عائلاتهم وجميع من عملوا معهم». وكانت المرشحة الديموقراطية نددت في وقت سابق باستهداف الشرطة غير المبرر للشبان السود في لويزيانا ومينيسوتا. ومن وارسو حيث يشارك في القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي دان الرئيس الأميركي باراك أوباما هجوم دالاس واصفاً اياه بأنه «هجوم بغيض وخسيس ومتعمد على جهات إنفاذ القانون». وشدد أوباما على أن «لا شيء يبرر ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة ضد رجال الأمن والقانون». وأشار الى وجوب إجراء إصلاحات في سلك الأمن والشرطة ومعاقبة المتجاوزين، ودعم المساعي المبذولة لضبط السلاح المتفلت ورأب الصدع الحاصل في المتجمع الأميركي من جراء شعور بعض الأميركيين بأنهم مستهدفون بسبب لون بشرتهم. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقتل رجال الشرطة في مدينة دالاس، مطالباً في الوقت نفسه بإجراء تحقيق «نزيه» في مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة في الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن بان كي مون يعزي أسر وزملاء عناصر الشرطة الذين قتلوا في دالاس. وأضاف «لا شيء يبرر هذا العنف». وكانت منطقة «باتون روج» في ولاية لويزيانا شهدت يوم الثلاثاء الفائت عملية قتل غير مبرر أردى فيها رجال شرطة بيض شاباً أسود يدعى آلتون سترلينغ كان يبيع أقراص أغاني مدمّجة عندما داهمه رجال الشرطة وأطلقوا عليه الرصاص. كما حصل حادث اعتداء مشابه من الشرطة في ولاية مينيسوتا يوم الأربعاء الفائت عندما أقدم شرطي أبيض على إطلاق النار على مواطن أسود يدعي فيلاندو كاستيل وهو في سيارته بصحبة صديقته وابنه فأرداه قتيلاً. وما زاد في اشتعال الاحتجاجات في معظم الولايات الأميركية على هاتين الجريمتين غير المبررتين هو أنهما صورتا على الهواتف ونشرتا على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان العامان الفائتان شهدا سلسلة من الجرائم العنصرية المشابهة في الولايات المتحدة، قبل أن تخمد حدة الانقسام لفترة انشغل بها الناس على ما يبدو بسباق الانتخابات الرئاسية. يُشار الى أن حادثة الأمس تُعتبر أكبر حادث عنف تشهده دالاس منذ عملية اغتيال الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي قبل 53 عاماً.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك