Advertisement

صحافة أجنبية

طارق عزيز يموت في سجنه

Lebanon 24
05-06-2015 | 23:54
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
توفي، أمس، نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز في أحد المستشفيات العراقية التي نقل اليها بعد تدهور حالته الصحية في السجن، لتطوى بذلك صفحة أحد أبرز الوجوه السياسية والديبلوماسية العراقية على مدى قرنين من الزمن. وتوقع عزيز في مقابلة قصيرة كانت قد أجرتها معه وكالة «أسوشيتد برس» في سجنه في أيلول العام 2010، أن يموت في السجن نظرا لكبر سنه وطول محكوميته. وكان عزيز، الذي تبوأ منصب وزير الخارجية لسنوات عدة، قد سلم نفسه للقوات الاميركية بعد شهر واحد على احتلال الولايات المتحدة للعراق في العام 2003، أي في شهر نيسان من ذلك العام، وقد حكمت محكمة عراقية عليه في العام 2009 بالسجن مدة 15 عاما بتهمة إعدام 42 تاجرا عراقيا في العام 1992 بعد اتهامهم بالاحتكار، كما صدر بحقه حكم منفصل بالسجن لمدة سبع سنوات للدور الذي يقال إنه قام به في ترحيل الاكراد في شمال العراق. وخضع عزيز لمحاكمة ثالثة تتعلق باتهامه بالمشاركة في حملة استهدفت أعضاء «حزب الدعوة» العراقي، وقضى عدة سنوات في معتقل أميركي في بغداد قبل أن تسلم الولايات المتحدة المعتقل إلى الحكومة العراقية في شهر تموز العام 2009. وقال عزيز، في مقابلته الأخيرة مع وكالة «أسوشيتد برس»، التي اعتذر فيها عن بحث أوضاع العراق السياسية، «أنا مريض ومنهك، ولكني أتمنى للعراق وللعراقيين كل خير». والأحكام التي صدرت بحق عزيز كغيره من رجالات الدولة العراقية بعد الاحتلال الأميركي، ومن ضمنها حكم بالإعدام، رفض الرئيس العراقي الأسبق جلال الطالباني، في العام 2010 التوقيع عليه، بعدما حكمت المحكمة بإعدام عزيز شنقاً، في شهر تشرين الأول العام 2010. وقال الطالباني في مقابلة مع قناة «فرانس 24» الفرنسية آنذاك إنه «متعاطف مع طارق عزيز لأنه عراقي مسيحي، علاوة على ذلك فهو رجل تجاوز السبعين». وتوفي عزيز، «بعد تردي حالته الصحية» في أحد السجون العراقية، حسبما أعلنت وزارة العدل العراقية، أمس، وهو كان محتجزا في سجن الناصرية جنوب العراق، ونُقل إلى مستشفى الحسين التعليمي في المدينة، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الوزارة حيدر السعدي. ويعد عزيز الذي بلغ من العمر 79 عاما، المسؤول المسيحي الأبرز في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان بمثابة الواجهة الدولية للعراق، وبرز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية إبان حرب الخليج الثانية في العام 1991، وكان المتحدث باسم الحكومة، الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الإنكليزية. ولد في العام 1936 في تلكيف شمال الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية باسم ميخائيل يوحنا، الذي غيّره لاحقاً إلى اسمه الحالي. ودرس اللغة الإنكليزية ، ثم عمل كصحافي قبل أن ينضم إلى «حزب البعث العربي الاشتراكي» في العام 1954، وأصبح في العام 1963 عضواً في قيادة قطر العراق للحزب، وبسبب الانشقاقات والتمرد الذي وقع داخل الحزب فصل منه. وبعد انقلاب 17 تموز العام 1968 عاد إلى الحزب بدرجة عضو، ثم عين في العام 1969 رئيساً لتحرير صحيفة «وعي العمال» التي يشرف عليها المكتب العمالي لـ «البعث». وفي العام ذاته عين رئيساً لتحرير «الثورة» الصحيفة الرسمية للحزب الحاكم، ليعين بعدها وزيراً للإعلام في العام 1970، كما أصبح وزير خارجية العراق وارتقى إلى منصب نائب رئيس الوزراء في العام 1973، وتفرغ في العام 1975 لمنصب نائب رئيس الوزراء ومشرف على السياسة الخارجية. تعرض طارق عزيز في نيسان العام 1980 لمحاولة اغتيال أعلنت الحكومة العراقية في حينها أنها مدعومة من إيران، كما اتهمت «حزب الدعوة» بالوقوف وراءها. وفي شباط العام 2003، قابل عزيز البابا يوحنا بولس الثاني ومسؤولين آخرين في الفاتيكان، وعبّر عن رغبة الحكومة العراقية بالتعاون مع المجتمع الدولي، استناداً إلى رسالة للفاتيكان، ذكرت أن البابا شدد على ضرورة احترام العراق قوانين مجلس الأمن والالتزام بها. ودافع عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن صدام حسين، واصفا إياه بأنه «رفيق دربه»، وأخاه غير الشقيق برزان التكريتي بـ «صديق عمره»، ويقول منتقدو الاحتلال الاميركي للعراق إن عزيز كان سجينا سياسيا، واحتجز بسبب مقارعته ببراعة للذرائع الاميركية والبريطانية، لا سيما منها تلك المتعلقة بامتلاك بغداد أسلحة دمار شامل. وحتى بعد إعدام صدام، بقي عزيز على مواقفه، لا سيما خلال محاكمته في العام 2007، حين شدد على أن صدام حسين لم يرتكب جرائم ضد الانسانية وانه عاقب فقط من حاولوا اغتياله.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك