رفع
لبنان الرسمي وتيرة مواجهته الديبلوماسية للاعتداءات والاختراقات
الإسرائيلية للقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية عبر احتكامه بالشكوى إلى مجلس الأمن الدولي اليوم، في اليوم نفسه الذي يصادف موعد الإحاطة الدورية لمجلس الأمن الدولي في شأن تنفيذ القرار الشهير 1559، بما يرسم الصورة الرمزية والعملية للتعقيدات المزمنة والمحدّثة التي يواجهها لبنان .
وكان رئيس
مجلس الوزراء نواف سلام اتصل بوزير الخارجية يوسف رجي، وطلب منه تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان
الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي.
واعطى الوزير رجي توجيهاته إلى مندوب لبنان الدائم لدى
الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى عاجلة، وطلب من بعثة لبنان الدائمة في نيويورك نشر رسالة الشكوى وتوزيعها كوثيقةٍ رسمية على الدول الأعضاء كافة في مجلس الأمن.
ورأى مصدر سياسي أن الرسالة التي أوصلتها
إسرائيل إلى الرئيس
نبيه بري، «وإن كانت تحمل عنواناً يتعلق بمنع إعادة الإعمار، فإنها تتجاوزه للضغط عليه بالإنابة عن (حزب الله) للتسليم بحصرية السلاح بيد الدولة، من دون أن يتلازم ذلك مع توفير الضمانات بالانسحاب من التلال التي ما زالت تحتفظ بها، وعددها يفوق الخمس».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بري «هو من تولى التفاوض باسمه. وفي الوقت نفسه، بتفويض من (حزب الله)، مع برّاك وتوصل معه إلى اتفاق، بقي تنفيذه معلّقاً على رفض إسرائيل التجاوب لتنفيذه».
ولفت المصدر السياسي إلى «أن الرسالة الإسرائيلية لبري متعددة الأهداف، ولا تقتصر على الإعمار، وهي معطوفة على أبعاد سياسية وأمنية، وتربط الإعمار بنزع سلاح (حزب الله) الذي يفتقد إلى غطاء عربي ودولي، وإلى حد كبير داخلي، بخلاف الغطاء الذي كان وراء تعبيد الطريق أمام موافقة (حماس) على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب».
وقال المصدر نفسه: «إن الحزب لم يعترض على احتواء السلاح كما ورد في الخطة، بدءاً من شماله حتى حدوده الدولية مع
سوريا، بخلاف إصرار قيادته على رفع سقوفها السياسية في محاكاتها البيئة الحاضنة لإخراجها من الإرباك الذي لا يزال يتفاعل بداخلها». ورأى أن الرهان على بري «لا يزال قائماً لاستيعاب الحزب، وضبط إيقاعه على نحو لا يشكل عائقاً أمام بسط سلطة
الدولة على كافة أراضيها، وتبقى على واشنطن مسؤولية حيال إقناع إسرائيل بتطبيق الاتفاق».
وكتبت" نداء الوطن": في معلومات من العاصمة الأميركية، فإن دبلوماسيين أميركيين حذروا من تضييع فرص استغلال السلام وخفض التصعيد، وأشارت مصادر قريبة من الخارجية الأميركية إلى أن "حزب اللّه" لا يزال يسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار في لبنان. وقالت إن نهاية حرب غزة يجب أن تكون أشبه بـ "اليقظة"، وإن على لبنان الاستفادة من شخصية
دونالد ترامب العنيدة وإرادته في فرض اتفاق السلام والاستعداد له. فترامب، بحسب مصادر البيت الأبيض، لن يترك ملف لبنان مفتوحًا. بل سيعمد من خلال السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى العمل على تحضير الأرضية
اللبنانية لمثل اتفاق غزة.