كتب طوني
عيسى في" الجمهورية": يعتقد
ترامب أنّ الصفقات السياسية بين
لبنان وإسرائيل ستكون مفيدة، ولو جاءت منحازة إلى
إسرائيل. وهو يخشى أن يؤدي تصعيد
نتنياهو غير المنضبط إلى إثارة ردّ فعل إيراني واسع يفرض تدخّلاً عسكريًا أميركيًا لا يرغب فيه. أي أنّ ترامب يريد التهدئة للتوصل إلى سلام سريع ورخيص الثمن يخدم المصالح الأميركية.
في المقابل، يرفض نتنياهو أي تهدئة إلا بعد تحقيق عمليات إخضاع مكلفة عسكريًا وتخدم المصالح الأمنية
الإسرائيلية البعيدة المدى. وسيسوّق نتنياهو للمقولة أنّ اتفاق السلام غير وارد إلا بعد تصفية القدرات العسكرية للطرف المقابل بشكل لا رجعة فيه.
وتشير التسريبات الأخيرة إلى بضعة أسابيع من الهدنة الإضافية، ربما ثمانية، ليتمكّن
الجيش اللبناني من إعلان انتهاء المرحلة الأولى من خطته في جنوب الليطاني، ويكتشف الجميع أنّ لبنان الرسمي ليس مستعدًا لمغامرة نزع السلاح في شمال الليطاني. وفي هذه الحالة، سيعلن نتنياهو أنّ مبرّر الحرب الكبرى بات واضحًا، وأن على
الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب حليفها الشرق أوسطي في الأوقات الصعبة. لذلك، ليست هناك حرب إسرائيلية كبرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكنها ستندلع على الأرجح في الربيع، إلا إذا حصلت إسرائيل
بالمفاوضات على ما تسعى لتحقيقه. ولأن تقديم لبنان لهذا التنازل الكبير غير وارد، فالحرب آتية في الربيع. والربيع كثيرًا ما يذكّر اللبنانيين بحروب واجتياحات وأيام صعبة.