في لقاء مع وفد
أوروبي وسفراء
الاتحاد الأوروبي، طالب الرئيس جوزاف عون بدعم
لبنان لاستعادة كامل أراضيه وبسط سيادة الدولة عليها، مشددًا على ضرورة إطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش بكل الوسائل. وحذر من أن غياب الجيش قد يؤدي إلى تدهور أمني كبير يؤثر سلبًا على المنطقة بأسرها، مؤكداً أن ذلك أمر لا يرغب فيه أحد.
ودعا عون الاتحاد
الأوروبي إلى رفع
العقوبات المفروضة على لبنان، والعمل على عقد مؤتمر أوروبي-عربي لإعادة بناء لبنان وإنعاش اقتصاده بالتوازي مع مسيرته نحو سيادة أمنية وعسكرية كاملة. كما أشار إلى أن قانون هيكلة المصارف في مراحل متقدمة داخل مجلس النواب، معربًا عن أمله في إقراره سريعًا قبل نهاية الشهر الحالي، مشيرًا أيضاً إلى العمل على وضع اللمسات الأخيرة لقانون الفجوة المالية.
وشدد على أهمية تسهيل عودة
النازحين السوريين إلى بلادهم بشكل آمن وكريم ومنسق، معتبراً أن استقرار بعض المناطق
السورية يتيح ذلك، كما أشار إلى وجود تعاون جيد جدًا في الملف الأمني على الحدود اللبنانية-السورية.
وفيما يخص السلاح الفلسطيني في المخيمات، أكد أن لبنان ينتظر تطبيق المبادرة التي قدّمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها. وأضاف: "يتم العمل على سحب السلاح من بعض المخيمات في الجنوب، وفقاً لما نص عليه القرار 1701 الذي ينص على عدم وجود سلاح في منطقة جنوب الليطاني بما فيها المخيمات، ومن واجب السلطات
الفلسطينية جمع السلاح من المخيمات وتسليمه الى الجيش". وبشأن سلاح "
حزب الله"، أوضح أن هناك خريطة طريق أوروبية نوقشت مع السفير توماس براك، بانتظار الرد الأوروبي عليها.
من جهتها، أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دي فيلي،
التزام الاتحاد بالحضور الفاعل في لبنان، مشيرة إلى تفاعل
أوروبا مع الأهداف الطموحة التي وضعها
الرئيس عون في خطابه أثناء مراسم القسم.
وخلال الحوار الذي دار بين الرئيس عون والوفد الأوروبي، أكد السفراء توافقهم مع موقف لبنان بشأن ضرورة عودة النازحين السوريين، مشيرين إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ باتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، وخصص نحو 100 مليون يورو لدعم العائدين، تم تأمين 88 مليونًا منها حتى الآن، إلى جانب خطط لدعم السوريين داخل بلادهم.
كما شدد الوفد الأوروبي على أهمية التعاون بين الجيش وقوات "اليونيفيل"، وهو ما رحب به الرئيس عون، معتبرًا أن وجود "اليونيفيل" في الجنوب يشكّل عنصر استقرار أساسيًا، خصوصًا في ظل
الاحتلال الإسرائيلي وأسرى لم يُفرج عنهم بعد، وفي غياب ترسيم نهائي للحدود.
أما الحوادث التي تقع أحيانًا بين "اليونيفيل" وسكان الجنوب، فرأى أنها فردية ومحدودة، وتُعالج سريعًا، مشيدًا بدور القوات الدولية ليس فقط أمنيًا بل أيضًا تنمويًا، ومؤكدًا أن سلامة عناصرها أولوية لبنانية.
وأشاد الرئيس عون بالدعم الأوروبي للقوى الأمنية، مؤكدًا أنه يساهم في تخفيف الضغط عن الجيش وتمكينه من تنفيذ مهام استراتيجية أخرى، لا سيما ضبط الحدود.