كتب نبيل بو منصف في" النهار": أن يذهب "
حزب الله" في استعادة أسوأ سقطاته الداخلية، بعد الكارثة الأشد التي ألحقها بنفسه في حرب إسناد غزة، عبر التهويل السافر بما سمي عملية 7 أيار 2008 التي كانت فتنة مذهبية دامية قام بها الحزب ضد
تيار المستقبل والسنّة جهاراً نهاراً في
بيروت، فمعنى ذلك أن الحزب يعلن انكشافه الأخير أمام الداخل والخارج.
ولعل الخطأ الأسوأ الذي يرتكبه الحزب في التلويح بحرب أو فتنة داخلية على غرار تهديده الزعيمين الدرزي والماروني وليد جنبلاط وسمير جعجع تحديداً على خلفية 7 أيار، يكشف رعونة غير متصورة لأن الوقائع الثابتة التي لا تحتاج إلى جدل تثبت بأن الحزب فقد منذ كارثة استجراره للحرب
الإسرائيلية عليه السنة الماضية وحتى اللحظة كل قدرات استعراضات فائض القوة التي كان يحلو له أن يهيمن عبرها على الرأي العام والقرار الداخلي للسلطات المتعاقبة، بل إن الأسوأ أن يكشف الحزب في الأيام القليلة الفاصلة عن جلسة
مجلس الوزراء أنه يلتزم حرفياً قرار وقف الأعمال العدائية مع
إسرائيل فيما يعاود لعبة عرض بقايا ترسانته ضد الداخل، بما يثبت ضمناً وعلناً أن سلاحه المذخور هذا بات لوظيفة الفتنة الداخلية أو لمواجهة
الجيش اللبناني يوم تأتيه أوامر المستوى السياسي بتنفيذ خطة جمع سلاح الحزب وكل مجموعة مسلحة على أرض
لبنان بأسره.
قد لا يحتاج الأمر إلى كثير عناء لإعادة تأكيد المؤكد بأن اتجاهاً جانحاً كهذا لا يمكن تصوره منعزلاً عن قرار إيراني يستبيح لبنان تكراراً، في المقلب الثاني من تداعيات الحرب الإسرائيلية على
إيران والضربة الأميركية للمواقع النووية
الإيرانية. ومع ذلك فإن الإغراق في المسببات والدوافع التي تملي على الحزب إشهار هذا الجنوح إلى إشعال صفحة مضطربة داخلية وتخوين الدولة وكل الآخرين استباقاً لجلسة حكومية، لن يجدي كثيراً إذا خدمت اتجاهات الدولة بطريقة أو بأخرى مسار التهويل الذي يرفعه الحزب بأي تهاون أمامه أو تراجع عما يجب أن يثبت أن "زمن الأول تحول" بكل المعايير، وأن الدولة الناشئة باتت أقوى من كل تهويل لئلا تخر صريعة أمام آخر خلجات السلاح، أو هكذا يجب أن نتصور لئلا نستفيق على مفاجأة استسلام للتهويل تنهي دولتنا الناشئة مجدداً!