Advertisement

لبنان

العلامة فضل الله: لتكن الدولة أمينة على مواطنيها

Lebanon 24
10-10-2025 | 05:54
A-
A+
Doc-P-1427664-638956977892641978.png
Doc-P-1427664-638956977892641978.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته السياسية:
Advertisement
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية رسول الله (ص)، فقد ورد: أن رجلا جاء إلى رسول الله (ص)، فقال له: يا رسول الله أوصني؟ فقال له (ص): فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك، فقال نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله (ص): فإني أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك رشدا فأمضه، وإن يك غيا فانته عنه".
حيث دعاه رسول الله (ص) أن ينظر إلى العواقب وما قد يحصل من مضاعفات سلبية قد تحدثها أية كلمة يطلقها أو أي موقف أو قرار يصدر عنه وأي تأييد أو رفض أن يدرس نتائجه على مستوى الدنيا وما قد يؤدي إليه فيطلق الكلمة التي لا تحدث فتنة أو تتسبب بمشكلة أو توتر قد ينتج إن على صعيد العائلة أو المجتمع أو الوطن والأهم أن ينظر إلى الآثار التي قد تحدث من ورائها على صعيد الآخرة وما الذي سينتج عنها عندما يقف بين يدي الله، وهل هو قادر أن يبرر موقفه أمام ربه وهل تؤدي به إلى جنة أو نار.

ومتى عملنا بذلك فسنكون بذلك أكثر رشدا وأقل خطأ وقادرين على أن نواجه التحديات التي لا تواجه إلا بالواعين الذين يعون المخاطر قبل حصولها ويسعون ما أمكنهم إلى تجنبها".
 
أضاف :"والبداية من الذكرى الثانية ل "طوفان الأقصى"... والتي نستعيدها لنشير إلى مدى الإيجابيات التي جسدتها والتي نحن أحوج ما نكون إلى استحضارها، فهي أظهرت مدى القدرة التي تملكها المقاومة في فلسطين والدور الذي تؤديه في مواجهة العدو حيث تحولت، ورغم العدوان المتواصل والحصار الدائم من موقع المتلقي لهجمات العدو الصهيوني إلى موقع المهاجم له، واستطاعت خلال ساعات قليلة أن تبدد أسطورة الجيش الذي لا يهزم ما أحدث زلزالا داخل هذا الكيان وأثار حالا من الشك لدى المستوطنين فيه حول مستقبلهم وقدرة جيشهم على حمايتهم وأشعرهم بأنه لم يعد هناك ملاذا آمنا لهم.

وهنا نتساءل بقوة: إذا كانت المقاومة في فلسطين ورغم الحصار والتضييق قادرة على أن تحقق هذا الإنجاز فكيف إن تجمعت كل الدول التي تحيط بهذا الكيان في مواجهته وعملوا معا لاستعادة الأراضي المحتلة".

ولفت الى ان "الطوفان أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية وجعلها مجددا في واجهة الأحداث العالمية، وفي المؤسسات الدولية بعدما عمل الكيان الصهيوني على تهميشها، لتعود فتفرض نفسها مجددا على العالم وذلك في ضوء ثبات هذا الشعب في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية، الأمر الذي أرغم العالم أن يأخذ في الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وضرورة امتلاك مصيره بيده، وأن لا سلام حقيقيا بدون ذلك... وهو ما تجلى في التظاهرات الشعبية الحاشدة التي عمت أكثر الدول الغربية وحتى تلك التي كانت تدعم هذا الكيان، ودعت إلى منح الاستقلال والحرية لهذا الشعب الصابر، وفي وقوف أغلبية دول العالم لإعلان اعترافها بحقه في دولة على أرضه ما جعل هذا الكيان معزولا في العالم وهو ما أربك كل الدول الكبرى التي تحميه ودفعها إلى اتخاذ المبادرات لإيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة".
 
وأردف فضل الله :"وقد جاءت مبادرة الرئيس الأميركي الأخيرة في هذا السياق، والتي وإن هدفت لإنقاذ هذا الكيان وإخراجه من عزلته لتعيد تجميل صورته القبيحة والمشوهة، وأرادت تحقيق الأهداف التي لم يستطع العدو الحصول عليها طوال حربه من استعادة أسراه وإنهاء جذوة المقاومة الفلسطينية فيها، إلا أن هذا الرئيس اضطر في مبادرته وبفعل الصمود الفلسطيني والتضحيات الجسام ليستجيب للكثير من المطالب التي يريدها هذا الشعب في إيقاف نزيف الدم والدمار وعدم تهجير أهالي غزة منها وإعادة إعمار ما تهدم فيها وإلى تأكيد حقه في تقرير مصيره، وإن كان ذلك لا يزال يحتاج إلى بذل الكثير من الضغوط على الكيان الصهيوني لكون العدو سيعمل جاهدا على أن يأخذ من الخطة ما يريده منها من استعادة أسراه من دون أن يعطي الشعب الفلسطيني أي شيء من حقوقه المشروعة سواء في غزة أم في الضفة الغربية".
 
وتابع : "إننا في الوقت الذي نرى أهمية ما قد يتم إنجازه في المرحلة الأولى نحذر من خداع وأفخاخ العدو، لذا ندعو الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى إبقاء حضورهم فاعلا في المراحل القادمة لتنفيذ الاتفاق لمنع العدو من التنصل من التزاماته ولمساعدة الشعب الفلسطيني على أخذ كامل حقوقه على أرضه وحقه في تقرير مصيره.
 
ونحن عندما نستعيد ذكرى السنة الثانية لطوفان الأقصى، فإننا لا نستطيع إلا أن نستذكر التضحيات الجسام التي قدمها الشعب اللبناني من القادة والمدنيين والمسعفين والمقاومين والتدمير لمدنه وقراه إسنادا للشعب الفلسطيني ووقوفه معه في معاناته أو مما قام به الشعب اليمني ولا يزال، من الضغط على هذا الكيان لإيقاف الحرب التدميرية على غزة رغم ما تعرض له من قصف واغتيالات".

واستطرد فضل الله :"في هذا الوقت، لا يزال لبنان يعاني من اعتداءات العدو الصهيوني من خلال عمليات القصف والاغتيال التي طاولت العديد من المدنيين. ومن ذلك ما حصل في منطقة النبطية من استهداف رجل كفيف مع زوجته كانا في الطريق لجلب أولادهما من المدرسة أو ما تتعرض له القرى الحدودية لمنع أهلها من العودة إليها والتي يهدف من ورائها العدو إلى مزيد من الضغط على الدولة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني لتقديم التنازلات التي يريدها من هذا البلد مما أفصح عنه ومما لم يفصح عنه بعد".

وجدد السيد فضل الله "أمام ما يجري وفي ظل ما يعانيه اللبنانيون من اعتداءات متواصلة"، الدعوة للدولة اللبنانية إلى "أن تكون أمينة على مواطنيها بأن تبذل كل ما تستطيع القيام به من أجل إيقاف نزيف الدم والدمار ومنع العدو من التمادي في جرائمه والعبث بأمنه"، وقال :" إن من المؤسف أن نرى أن ينشغل بعض من هم في مواقع المسؤولية بحساباتهم الضيقة والتعامل بكيدية وبخفة في وقت ينبغي أن تنصب كل جهودهم لإيقاف العدوان بكل السبل المتاحة وعدم جعله يمر بدون مساءلة سواء على الصعيدين السياسي أو الديبلوماسي وإعمار ما تهدم وإعادة الأسرى".

وختم :"ونكرر هنا دعوتنا للحكومة اللبنانية، إلى أن تلتفت إلى معاناة المواطنين التي تزداد يوما بعد يوم على الصعيد المعيشي والحياتي في ظل الأعباء التي باتوا يتحملونها وبفعل ارتفاع الأسعار الذي يسهم به التضخم الناتج عن السياسات المالية الخاطئة أو بفعل انعدام الرقابة على الأسعار وزيادة الضرائب التي بدأت آثارها تظهر وقبل صدور الموازنة، لقد آن للبنانيين أن يشعروا أنهم يعيشون في ظل دولة تعمل لحسابهم جميعا".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك