Advertisement

خاص

موقع"Responsible Statecraft": إسرائيل تلعب بالنار في اليمن

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
04-09-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1412691-638925793321120079.jpg
Doc-P-1412691-638925793321120079.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أن "محمد البخيتي، المسؤول الكبير في حركة أنصار الله في اليمن، أعلن أن "الحرب دخلت مرحلة جديدة"، وذلك بعد أن حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق شبه الجزيرة العربية لقتل رئيس الوزراء الحوثي وعدد كبير من حكومته في العاصمة اليمنية صنعاء. وفي الواقع، لم يكن المسؤول الكبير في حركة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين، مخطئا. إن الضربة، التي وعد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأنها "مجرد البداية"، أشارت إلى تحول جوهري في خريطة حرب الاستنزاف التي استمرت عامين بين الجيش الإسرائيلي الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في المنطقة والقوات الحوثية الحربية الأكثر قدرة على الصمود".
Advertisement

وبحسب الموقع، "كان الرد سريعا، وإن كان غير فعال عسكريا، إذ تفككت الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل فوق المملكة العربية السعودية.  وعلى الصعيد الداخلي، بدأت حملة قمعية جنونية ضد من يُعتقد أنهم جواسيس، واقتحمت قوات الأمن الحوثية مكاتب برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف، واعتقلت ما لا يقل عن 11 موظفا من الأمم المتحدة في حملة أدانها على الفور الأمين العام للأمم المتحدة. وكان المحفز لهذه المواجهة هو الحرب في غزة، التي اندلعت بسبب هجمات حماس في السابع من تشرين الأول على إسرائيل، والتي زودت الحوثيين بالوقود الأيديولوجي والفرصة السياسية لتغيير أنفسهم. لقد تحول الحوثيون من مجرد طرف إقليمي مهدد إلى طرف عالمي معطل، حيث أطلقوا الصواريخ على إسرائيل بعد أسابيع فقط من هجمات حماس، وسيطروا على أحد أكثر ممرات الشحن حيوية في العالم".

وتابع الموقع، "لقد أعيد ترتيب رقعة الشطرنج بشكل خطير في شهر أيار، عندما توصلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي كانت حريصة على إيجاد مخرج من حملة جوية مكلفة وغير فعالة، إلى هدنة مفاجئة مع الحوثيين. وكان الاتفاق الذي توسطت فيه سلطنة عمان بسيطا: تتوقف الولايات المتحدة عن قصف أهداف الحوثيين، ويتوقف الحوثيون عن مهاجمة السفن الأميركية. وعلى طريقته المعهودة، زعم ترامب أن الحوثيين "استسلموا"، وأشاد في الوقت عينه بـ"شجاعتهم". ولكن الاتفاق كان في واقع الأمر بمثابة انتصار دعائي للحوثيين، إذ سمح لهم بالادعاء بأنهم واجهوا قوة عظمى وخرجوا منها من دون أن يتزعزعوا. أما بالنسبة للولايات المتحدة، كان هذا الأمر بمثابة عملية خروج تعطي الأولوية لوقف الإنفاق على تحقيق الهدف المعلن سابقًا وهو "إبادة" المجموعة. والأمر الحاسم هو أن الاتفاق تم التوصل إليه دون التشاور مع إسرائيل أو الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الأمر الذي ترك الطرفين عرضة للخطر".

وأضاف الموقع، "بالنسبة لإسرائيل فإن الخطوة الأميركية الأحادية الجانب تعني أنها تُركت لمواجهة التهديد الحوثي بمفردها. بالنسبة للمجلس الرئاسي اليمني، الكيان المنقسم الذي يشكل الحكومة المعترف بها دوليا، فقد كانت هذه ضربة مدمرة. لم يُحقق الانسحاب الأميركي من الصراع المباشر السلام بأي حال من الأحوال، بل خلق بيئةً مواتيةً للتصعيد بين الحوثيين وإسرائيل، محولاً مشكلةً بعيدةً عن واشنطن إلى تحدٍّ استراتيجيٍّ مفتوحٍ لحليفها الإقليمي الأقرب. لقد كانت الضربة التي استهدفت اجتماع مجلس الوزراء الحوثي في أواخر آب بمثابة دليل على مدى القدرات الاستخباراتية الهائلة التي تمتلكها إسرائيل، ولكن أهمية الأهداف لا تزال موضع جدل".

وبحسب الموقع، "إن الاغتيالات تمثل تصعيدا خطيرا، وهو تصعيد لا يقتصر على توجيه ضربات إسرائيلية ممنهجة للبنية التحتية المعطلة بالفعل في البلاد، بل ويفرض أيضا على إسرائيل التعامل مع عدو بعيد ومرن يتمتع بتسامح كبير مع الخسائر وقدرة مثبتة على التكيف. وعلى النقيض من ساحات المعارك المحدودة في غزة أو جنوب لبنان، فإن اليمن بلد جبلي شاسع أتقن فيه الحوثيون فن الإخفاء والحرب غير المتكافئة. ومن غير المرجح أن تكفي حملة جوية وحدها لهزيمتهم، وهو درس محفور في حطام التدخل الذي قادته السعودية على مدى سبع سنوات. وكانت واشنطن هي الأخيرة في إعادة تعلم هذا الدرس خلال حربها الجوية القصيرة والتي انتهت إلى نتائج غير مجدية في نهاية المطاف".

وتابع الموقع، "بعد أن أثبتت القوة الجوية عدم جدواها، وأصبح الغزو البري أمراً غير وارد من الناحيتين اللوجستية والسياسية، لم تعد إسرائيل تملك أي مسار عسكري قابل للتطبيق لتحقيق النصر. وعلاوة على ذلك، فإن التعامل المباشر مع الحوثيين يستنزف الموارد ويصرف الانتباه عن الهواجس الأساسية لإسرائيل: حماس في غزة وكذلك إيران وبرنامجها النووي. إن الحوثيين يدركون هذا الأمر. فهم يخوضون حرب استنزاف اقتصادي ونفسي، مدركين أن حتى الضربات الرمزية، مثل الصاروخ الذي وصل إلى مشارف مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، لها آثار عسكرية لا تذكر ولكنها تحقق مكاسب سياسية هائلة".

وأضاف الموقع، "بالنسبة للقيادة الإسرائيلية الحالية، لم تعد هذه حرب احتواء بل حملة صليبية أكبر، ومهمة لتفكيك "محور المقاومة لبنة لبنة" كما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لقد أصبحت الاستراتيجية وراء تكثيف إسرائيل لحربها مع الحوثيين واضحة عندما أدت غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة، بعد يوم واحد فقط من مقتل رئيس الوزراء الحوثي في صنعاء، إلى مقتل أبو عبيدة، المتحدث باسم حماس. وبالنسبة لصناع القرار السياسي في إسرائيل، كانت الاغتيالات المتتالية بمثابة دليل على قناعة استراتيجية راسخة منذ فترة طويلة بأنهم يقاتلون على جبهات متعددة، ولكن ضد نفس العدو. إلا أن عواقب هذه الاستراتيجية عميقة، وقد بدأت بالفعل في تحطيم المشهد السياسي الهش في اليمن".

وبحسب الموقع، "مع فقدان المسار السياسي أهميته وانغلاق المسار العسكري بسبب الانقسامات في التحالف المناهض للحوثيين، أصبح المنطق الداخلي للصراع اليمني خاضعاً بالكامل للعداوات الإقليمية. وفي ظل هذا الفراغ، تجد إسرائيل نفسها مقيدة بصراع لا يمكنها الفوز فيه، وقد نجحت الولايات المتحدة في تحقيق سلام ضيق على حساب عدم الاستقرار على نطاق أوسع، وباتت فصائل الدولة اليمنية الممزقة تتقاتل على الفتات. إن تصعيد المواجهة مع إسرائيل لم يخدم إلا في ترسيخ هيمنة أنصار الله، المستفيد الوحيد من هذا النظام الفوضوي الجديد".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban