أعلن مسؤولون باكستانيون، اليوم الاثنين، أن فرق الإنقاذ المدعومة بقوات الجيش أجلت أكثر من 25 ألف شخص من مدينة جلال بور بيروالا في إقليم البنجاب شرقي البلاد، تحسبًا لموجة جديدة من الفيضانات التي أثرت على أكثر من 4 ملايين شخص في الإقليم.
وقال مدير هيئة
إدارة الكوارث في البنجاب إن عمليات الإجلاء بدأت مساء الأحد بصورة طارئة واستمرت طوال الليل. وأضاف أن فرق الإنقاذ تعمل على نقل الأهالي إلى مناطق مرتفعة لتفادي غمرهم بمياه الأنهار المتدفقة.
وخلال عملية سابقة يوم السبت، لقيت امرأة وأربعة أطفال مصرعهم إثر انقلاب زورق إنقاذ كان يقلهم بعيدًا عن مناطق الفيضانات. هذه الحادثة المأساوية سلطت الضوء على خطورة الوضع وسرعة تدفق المياه.
وقال
الباكستاني غلام شابير (50 عامًا)، وهو عامل بناء، إنه اضطر لمغادرة قريته إلى منطقة مرتفعة بعد أن اجتاحت مياه الفيضانات المنازل والحقول بالكامل.
كشفت الأرقام الرسمية عن تضرر أكثر من 4.1 ملايين شخص في 4100 قرية عبر 25 منطقة في إقليم البنجاب. ومنذ 26 آب الماضي، توفي ما لا يقل عن 56 شخصًا في حوادث مرتبطة بالفيضانات، بينما جرى إجلاء أكثر من مليوني شخص حتى الآن.
وأظهرت صور جوية من وكالة "إيبا" الأوروبية مشاهد لبيوت مغمورة بمياه نهر تشناب في منطقة مظفرغره، فيما حذرت السلطات من مستويات مرتفعة جدًا قد تتحول إلى "فيضانات كارثية".
أزمة تتفاقم مع الهند والتغير المناخي
أشارت السلطات الباكستانية إلى أن الوضع تفاقم بسبب المياه المتدفقة من الهند، متهمة نيودلهي بتأخير الإشعارات المتعلقة بإطلاق مياه السدود وتعليق العمل بمعاهدة تقاسم مياه الأنهار. كما انهارت بعض بوابات سد هندي، ما أدى إلى تدفق كميات إضافية نحو الأراضي الباكستانية.
تزامن ذلك مع تحذيرات دولية من أن باكستان، التي تحتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث عدد السكان (255 مليون نسمة)، تُعد من أكثر الدول عرضة لتأثيرات التغير المناخي. فقد شهدت خلال السنوات الأخيرة كوارث متكررة شملت فيضانات مدمرة، انفجار بحيرات جليدية، وجفاف قاسٍ، وهي ظواهر يرجّح العلماء أنها ستزداد وتيرة وشدة في
المستقبل.