ذكر موقع "France Inter" الفرنسي أن "
روسيا شنت فجر الأحد، أكبر هجوم جوي لها منذ أكثر من ثلاث سنوات من الحرب: 805 طائرات مقاتلة من دون طيار، وتسعة صواريخ كروز، وأربعة صواريخ باليستية. وللمرة الأولى، استهدفت أيضًا مقر الحكومة الأوكرانية في كييف، حيث أظهرت لقطاتٌ أضرارًا جسيمة. في الواقع، كان ذلك "الهجوم الأول" المزدوج، يُناقض كل التكهنات حول تسوية تفاوضية للحرب الروسية في أوكرانيا".
وبحسب الموقع، "هذا التصعيد أكثر من رمزي: فهو ذو ثقل سياسي، إذ يأتي بعد شهر من القمة بين الرئيس الأميركي
دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، والتي لم تُسفر عن أي تقدم يُذكر نحو مفاوضات حقيقية. واقترح الرئيس الروسي سفر نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى موسكو بدلاً من مكان محايد، مما يشير فعليًا إلى الرفض دون الحاجة إلى التصريح به صراحةً. وهكذا، وبينما يتم تجاهل جهود
ترامب لإجراء مفاوضات، تواجه أوكرانيا قصفاً مكثفاً، دون أي تعليق من
البيت الأبيض".
وتابع الموقع، "تم تجاوز عتبة أخرى، فعدد الأجهزة التي أطلقت ضد أوكرانيا يواصل الارتفاع بنسبة 65% منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وفقًا لموقع الشؤون العالمية الفرنسي Le Grand Continent. وبالمقارنة مع الفترة عينها من عام 2024، فإن وتيرة الضربات الجوية أعلى بـ15 مرة من العام الماضي. وفي الواقع، هذه هي نتيجة الإنتاج الضخم لطائرات "شاهد"
الإيرانية من دون طيار، والتي يتم تصنيعها الآن على خطوط التجميع داخل روسيا".
وأضاف الموقع، "قالت السلطات الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت الأحد الغالبية العظمى من الطائرات الروسية من دون طيار، وأربعة من الصواريخ التسعة المجنحة، لكنها لم تسقط أيا من الصواريخ الباليستية. ويسلط هذا الضوء على التقدم الذي أحرزته الدفاعات الجوية الأوكرانية والحدود الصارمة لما تستطيع أوكرانيا فعله ضد خصم أكثر قوة دخل بالكامل في اقتصاد حرب يتمتع بقدرة إنتاجية متفوقة. وهنا يأتي دور المساعدات الغربية لأوكرانيا. قد يبدو في بعض الأحيان أن الرئيس الأوكراني يطلب المساعدة باستمرار، لكن الحقيقة هي أن أولئك الذين يريدون مساعدة أوكرانيا على المقاومة يتأخرون دائما بخطوة".
وبحسب الموقع، "تتزايد الجهود لتزويد أوكرانيا بالمعدات اللازمة، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، ومن المرجح أن تستهدف روسيا البنية التحتية للطاقة مجددًا لزعزعة معنويات المدنيين خلال الأشهر الباردة المقبلة. ويبذل الأوروبيون قصارى جهدهم، لكن قدراتهم الإنتاجية تتزايد ببطء شديد. والقضية الرئيسية هي بطاريات الدفاع الجوي باتريوت، المصنوعة في
الولايات المتحدة، وهي الأكثر فعاليةً في الخدمة حاليًا. وتعمل فرنسا وإيطاليا على تطوير جيل جديد من نظام سامب/تي (SAMP/T) الخاص بهما،
القادر على اعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت، ولكنه لن يدخل الخدمة قبل عدة سنوات".
وختم الموقع، "في غضون ذلك، أفضت مفاوضات حديثة بين
الأوروبيين وترامب إلى نتيجة مفاجئة: إذا أرادت أوكرانيا صواريخ باتريوت، فعلى أوروبا شراؤها من الولايات المتحدة. فهناك ثمنٌ ملموسٌ يجب دفعه مع رئيس أميركيٍّ مُتعجرف: من يسعى للحماية سيدفع ثمنها دائمًا".