تداولت حسابات سودانية على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صورة لبركة مياه حمراء في منطقة سوبا بالعاصمة الخرطوم، وزُعم أن هذا التغير في اللون ناجم عن استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية، معتبرين الأمر "كارثة بيئية" تهدد سكان العاصمة. وانتشرت الصورة على نطاق واسع على منصة
فيسبوك، رافقها منشورات محلية تحدث فيها السكان عن تغير مفاجئ في لون المياه وأثار قلقاً واسعاً بين المواطنين.
واعتبر بعض الناشطين أن التلوث قد يكون كيميائياً أو إشعاعياً، معربين عن مخاوف صحية وبيئية كبيرة، فيما ساهمت صفحات سودانية بارزة في إعادة نشر الصورة وتعزيز انتشار المزاعم. وفي المقابل، اتجه آخرون إلى السخرية من المشهد، مشبهين ما حدث بتحول مياه الأمطار إلى مشروبات ملونة، في إشارة إلى غرابة الظاهرة وعدم اعتياد الناس على مثل هذه الأحداث.
وبينما ربط البعض الظاهرة بحوادث بيئية سابقة في مناطق أخرى من السودان، رأى آخرون أن الصورة قد تكون مجرد معالجة رقمية أو خدعة بصرية، إلا أن شهود
عيان من حي الفيافي في سوبا أكدوا أن مياه الخور تحولت بالفعل إلى اللون الأحمر الداكن في الثالث من أيلول الجاري، ما زاد من مخاوف الأهالي ودفعهم للمطالبة بتحقيق عاجل وتدخل رسمي لضمان سلامتهم وسلامة البيئة.
وأجرى فريق "
الجزيرة تحقق" بحثاً عكسياً عن الصور ولم يعثر على أي نتائج سابقة لها، ما يشير إلى أنها التقطت حديثاً. وخلصت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA) إلى أن الظاهرة طبيعية تُعرف باسم "المد الأحمر"، نتيجة تكاثر بعض أنواع الطحالب الدقيقة في ظروف بيئية معينة مثل ارتفاع الحرارة، الملوحة وتوفر المغذيات، وقد رُصدت هذه الظاهرة في بحيرات ومسطحات مائية في دول عدة منها كينيا والأرجنتين والهند.
كما أصدرت
وزارة الصحة الاتحادية السودانية في الأول من أيلول الجاري تقريراً رسمياً نفت فيه أي تلوث كيميائي أو إشعاعي في الخرطوم، مؤكدة أن الفحوصات الميدانية باستخدام أجهزة معتمدة من الهيئة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تُظهر أي مستويات إشعاعية أو مواد سامة، وأوضحت أن التدهور الصحي في العاصمة يعود إلى انتشار أوبئة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، إضافة إلى الحرائق والانبعاثات الكربونية.