بعد أكثر من أربع سنوات على الانسحاب الأميركي من كابول، عاد الجدل حول إمكانية عودة القوات الأميركية إلى أفغانستان، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سعيه لاستعادة قاعدة باغرام الجوية التي تُعد الأكبر في البلاد.
كان الانسحاب الأميركي قد اكتمل في 30 آب 2021، منهياً أطول حرب في تاريخ
الولايات المتحدة وسط سقوط الحكومة الأفغانية وعودة طالبان إلى الحكم. لكن وكالة "أسوشيتد برس" ذكرت أن الجيش الأميركي قد يعود ببعض القدرات المحدودة، في ضوء تصريحات
ترامب خلال
مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء
البريطاني كير ستارمر.
ربط ترامب فكرة استعادة
القاعدة بمواجهة
الصين، معتبراً أن الموقع الاستراتيجي لباغرام يمنح
واشنطن ميزة جيوسياسية، رغم خطئه في تقدير المسافة بين القاعدة وأقرب مواقع نووية صينية معروفة. كما زعم أن
بكين قد تسيطر على القاعدة، من دون وجود أي دليل على ذلك.
هذا الجدل يذكّر بالفوضى التي رافقت الانسحاب في صيف 2021، حين قُتل 13 جنديًا أميركيًا وأكثر من 170 مدنيًا في تفجير بمحيط مطار كابول. ويؤكد ترامب أن خطته كانت ستضمن "الخروج بقوة وكرامة" مع الاحتفاظ بقاعدة باغرام، لكنه لم ينفذ ذلك خلال ولايته.
في المقابل، رفض مسؤولون في حكومة طالبان الفكرة بشكل قاطع. وكتب ذاكر جلالي، مسؤول في
وزارة خارجية طالبان، على منصة "إكس" أن الأفغان "لم يقبلوا وجودًا عسكريًا أجنبيًا في التاريخ" وأن هذا الاحتمال رُفض بوضوح خلال محادثات
الدوحة، مع تأكيد أن الباب ما زال مفتوحًا أمام "تفاعل اقتصادي وسياسي" مع واشنطن.
تظهر هذه المواقف المتباينة أن عودة القوات الأميركية إلى أفغانستان تبقى احتمالًا بعيدًا في ظل رفض طالبان الشديد واستمرار التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة. (ذا ناشونال انترست)