Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Guardian": هكذا يجب على الناتو الرد على استفزازات روسيا

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
30-09-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1423375-638948239549906283.jpg
Doc-P-1423375-638948239549906283.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أنه "في وقت سابق من هذا الشهر، انتهك سرب من الطائرات الروسية المُسيّرة حدود بولندا. وبعد بضعة أيام، حلقت طائرة روسية مُسيّرة أخرى فوق رومانيا في طريقها إلى أوكرانيا. ثم، في 19 أيلول، اخترقت ثلاث مقاتلات روسية من طراز ميغ-31 المجال الجوي لإستونيا. ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها روسيا المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي، فإن مدى هذه الاستفزازات وطبيعتها الوقحة تجعلها بارزة. لن تنتهي التوغلات إلا بإسقاط المتسللين. ولحسن الحظ، من غير المرجح أن يؤدي إسقاط طائرة مقاتلة روسية من حين لآخر، ناهيك عن الطائرات المسيّرة، إلى تصعيد أوسع، بل قد يُسهم في تهدئة التوترات بتعزيز الخطوط الحمراء".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "تُقدّم الحرب الباردة دروسًا مهمة في التعامل مع مثل هذه الحوادث، ورغم وجود تصور سائد في الذاكرة العامة بأن الحرب الباردة قد أسندت القتال إلى ما يُسمى الآن بالجنوب العالمي، مع تجنب القوتين العظميين الصدام العسكري المباشر، إلا أن هذا ليس صحيحًا في الواقع. فقد وقعت عدة حوادث في أوائل خمسينيات القرن العشرين، شملت تعرض طائرات أميركية لهجوم من طائرات اعتراضية سوفيتية. ووقع حادثان من هذه الحوادث، في نيسان 1950 وحزيران 1952، فوق بحر البلطيق. وفي الوقت عينه تقريبًا، كان الطيارون المقاتلون السوفييت والأميركيون يخوضون أجواء كوريا، ما أسفر عن مقتل العشرات من الجانبين. وبعد أن طورت الولايات المتحدة طائرة التجسس U-2، حاول السوفييت وحلفاؤهم مرارًا إسقاط المتسللين".

وتابعت الصحيفة، "كانت أشهر هذه الحوادث ما حدث في الأول من أيار عام 1960، عندما أسقطت طائرة U-2 التي كان يقودها غاري باورز فوق سفيردلوفسك (يكاترينبورغ اليوم)، في عمق الأراضي السوفييتية. كان إسقاط الطائرة بمثابة انتصار دعائي للاتحاد السوفييتي، الذي استمر في عرض حطام الطائرة، لكن الأمر انتهى عند هذا الحد. ولم يكن هناك أي رد انتقامي من جانب الولايات المتحدة على إسقاط الطائرة فحسب، بل إن دوايت أيزنهاور، الرئيس الأميركي آنذاك، أوقف مؤقتا إرسال المزيد من طائرات يو-2 إلى المجال الجوي السوفييتي لأنه اعتبر الأمر خطيرا للغاية. في 27 تشرين الأول 1962، أسقط السوفييت طائرة أخرى من طراز U-2 فوق كوبا، وهو اليوم الذي يتذكره مؤرخو الحرب الباردة باعتباره "السبت الأسود" بسبب كل الأحداث المؤلمة التي كان من الممكن أن تؤدي إلى حرب نووية. وبينما يُمكن وصف هذه الحادثة تحديدًا، بالنظر إلى الماضي، بأنها عملٌ متهور، إلا أنها كانت كذلك لأنها وقعت في ذروة أزمة الصواريخ الكوبية، عندما بدا العالم وكأنه يُواجه كارثةً حقيقية. وفي الواقع، لسنا في هذا الوضع".

وأضافت الصحيفة، "أسقطت قوى أخرى أحيانًا طائرات أميركية أو طائرات حليفة. فبين عامي 1962 و1967، أسقطت الصين ما لا يقل عن خمس طائرات من طراز U-2 تابعة لجمهورية الصين.  ووقعت حادثة بالغة الخطورة في 15 نيسان 1969، عندما هاجم الكوريون الشماليون طائرة استطلاع أميركية من طراز EC-121، ما أسفر عن مقتل 31 أميركيًا، وهو الحادث الأشد فتكًا بسلاح الجو الأميركي خلال الحرب الباردة. في تلك المناسبة الحزينة، كانت الطائرة بعيدة تمامًا عن المجال الجوي لكوريا الشمالية، لكن الحكومة الأميركية التزمت الهدوء. ولم تلجأ الولايات المتحدة إلى رد عسكري في الأول من أيلول عام 1983، عندما أسقط السوفييت طائرة مدنية حلقت عن طريق الخطأ فوق الأراضي السوفيتية في أقصى الشرق. وقد أسفر هذا الحادث المؤسف عن مقتل 269 راكبًا وطاقمًا، من بينهم عضو في الكونغرس الأميركي".

وبحسب الصحيفة، "ربما يُمكن القول إنه لم يكن هناك ردٌّ انتقامي على كل هذه الحوادث تحديدًا لأن الأميركيين كانوا بطبيعتهم أكثر حذرًا من السوفييت، فلم يُريدوا تصعيد التوترات خوفًا من حرب نووية. في الواقع، كان كلا الجانبين حذرين وأدركا أن الحوادث المميتة قد تقع، ولكن بعد قليل من التظاهر، كان من الأسلم تخفيف حدة التوتر. وفي نهاية المطاف، كانت قدرة كل من الجانبين واستعداده لاستخدام القوة المميتة ضد المتسللين بمثابة ردع للجانب الآخر ومنع المواجهة في الحرب الباردة من الخروج عن السيطرة. على حلف الناتو أن يأخذ هذه الدروس على محمل الجد. إن إسقاط الطائرات الروسية المُتسللة ليس خطوة نحو الحرب، بل هو إجراء وقائي ضروري للحفاظ على الصدقية في مواجهة استفزازات الخصم. ينخرط كلا الجانبين في عمليات نفسية تهدف إلى اختبار عزيمة الآخر، وإذا تجاوز أحد الجانبين الخطوط الحمراء المُعلنة، فيجب تلقينه درسًا. وإذا لم يتم تلقين الدرس في الوقت المناسب، فسيستنتج العدو أن الخطوط الحمراء خيالية ويمكن تجاوزها دون عقاب، وهذا لن يؤدي إلا إلى أوضاع خطيرة جديدة مع ازدياد ضغط الخصم".

وتابعت الصحيفة، "هنا درسٌ آخر من الحرب الباردة. حتى في أوجها، وجد الجانبان سبلًا للتواصل مع بعضهما البعض. على سبيل المثال، أُنشئ خطٌّ ساخن بين موسكو وواشنطن بعد أزمة الصواريخ الكوبية لتسهيل التواصل المباشر بين القادة السوفييت والأميركيين، كما وُجدت قنواتٌ خلفيةٌ عديدةٌ للمفاوضات الصعبة. ومع بدء انسحاب الولايات المتحدة الاستراتيجي من أوروبا، يقع على عاتق الأوروبيين تعلم كيفية التواصل مع الروس، بما في ذلك من خلال الاتصالات العسكرية. فمقابل كل ساعة من التصريحات العلنية النارية، لا بد من ثلاث ساعات من الدبلوماسية الهادئة خلف الأبواب المغلقة. ولكن عندما تفشل الدبلوماسية، لا بد من استخدام القوة. وعندما يعجز المتسللون عن الرد، فإن الرد المنطقي الوحيد هو إسقاطهم، ويجب ألا نتوهم أن هذا بالضبط ما سيفعله الروس إذا أرسلنا طائرات مقاتلة إلى مجالهم الجوي. فهذا بالضبط ما فعلوه في الماضي".

وختمت الصحيفة، "سيواصل بوتين اختبار حدود المسموح به. فهو يهدف إلى إذلال حلف الناتو وزيادة انقسام الغرب من خلال كشف الخلافات بين دول الجناح الشرقي المهددة مباشرةً باستفزازاته، وحلفائها الأكثر حظًا، مثل الإيطاليين والفرنسيين والبريطانيين، الذين يمكنهم حاليًا اتخاذ موقف أكثر مرونة. ومع ذلك، فقد نشروا طائرات مقاتلة في المنطقة، وهذه الطائرات هي التي سيُعتمد عليها لتلقين بوتين درسًا".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban