تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

عربي-دولي

من "بوابة بغداد"... أميركا تُعلن "الحرب الباردة" على إيران

Lebanon 24
10-12-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1453424-639010066154333216.jpg
Doc-P-1453424-639010066154333216.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تتجه الإدارة الأميركية منذ أسابيع إلى إعادة بناء علاقتها مع العراق على قاعدة جديدة تقوم على مبدأ واضح: لا دعم من دون إجراءات عراقية قابلة للقياس للحد من النفوذ الإيراني داخل مؤسسات الدولة. وبحسب معلومات دبلوماسية خاصة، يجري هذا التحول ضمن نقاشات مغلقة بين البيت الأبيض والخارجية الأميركية ولجان فاعلة في الكونغرس.

وتتمحور الرؤية الأميركية الجديدة حول تفكيك ما تصفه واشنطن بـ"الهيكل الموازي" الذي بنته طهران داخل الدولة العراقية منذ 2003، والذي يقوم على ثلاث ركائز: الأحزاب الموالية لإيران، الفصائل المسلحة، والاقتصاد الموازي الذي يغذّي الطرفين.

وتسعى واشنطن، وفق هذه المقاربة، إلى تحويل الدعم الأميركي من أداة تقليدية إلى أداة ضغط داخل مؤسسات الدولة نفسها، عبر "شبكة اشتراطات إيجابية" تربط أي مساعدة بإصلاحات سياسية وإدارية مباشرة، تشمل ضبط التعيينات في الوزارات السيادية، تفكيك شبكات الاقتصاد الموازي، وتقييد حركة الفصائل المسلحة.

وتؤكد المعطيات أن الولايات المتحدة تعمل على إدراج حزمة دعم مشروطة ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني الأميركي (NDAA)، في سابقة تشريعية تهدف إلى إخضاع العلاقة مع بغداد لآلية رقابة وضغط مُحكمة، بما يقيّد الدور السياسي والعسكري للأطراف المرتبطة بطهران.

وترى واشنطن أن الظرف الحالي يوفر "نافذة نادرة" للتحرك، في ظل تراجع القدرة المالية لإيران، تصاعد النقمة الشعبية داخل العراق على القوى الموالية لطهران، إضافة إلى تصدعات داخل البيئة السياسية الشيعية نفسها.

وتتحرك الضغوط الأميركية على ثلاثة مسارات مترابطة: الدعم المالي المشروط، إعادة هندسة العلاقة الأمنية بما يعزز قوة مؤسسات الدولة الرسمية، وتكثيف الضغط الإقليمي لإبراز أن استقرار العراق مستحيل في ظل استمرار هيمنة الجماعات المرتبطة بإيران.

وبينما تحتاج بغداد إلى الدعم الأميركي اقتصادياً وتقنياً، فإنها تبقى محكومة بتوازنات داخلية معقّدة يصعب فصلها سريعاً عن نفوذ طهران. إلا أن واشنطن، وفق التوجه الجديد، لا تطلب مواجهة مفتوحة، بل خطوات تدريجية قابلة للقياس، تشمل إصلاح الإدارة، تعديل آليات التعيين، وضبط العلاقة بين الدولة والفصائل.

ويرى مراقبون عراقيون أن هذا التحول قد يشكّل فرصة لإعادة تصحيح ميزان مختلّ داخل الدولة، شرط أن تتعامل الحكومة مع الدعم الأميركي كرافعة لاستعادة جزء من القرار الوطني، لا كأداة إدارة أزمات مؤقتة.

في المقابل، تعتبر دوائر أميركية أن إيران استخدمت العراق كمنصة استراتيجية لتمديد نفوذها الإقليمي، وأن التحول الحالي لا يستهدف بغداد بقدر ما يهدف إلى منع تحويلها إلى امتداد مباشر للأجندة الإيرانية.

وتشير الخلاصة إلى أن واشنطن لا تسعى إلى القطيعة ولا إلى نماذج التدخل القديمة، بل إلى علاقة جديدة تقوم على دولة عراقية بقرار مستقل، نفوذ إيراني مضبوط داخل المؤسسات، ودعم أميركي مشروط بسلوك سياسي واضح.

(إرم نيوز)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك