أكّد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد
الإيراني علي خامنئي، أنّ طهران ستواصل دعمها "بحزم" لحزب الله في مواجهة
إسرائيل، في موقف يعيد تسليط الضوء على التداخل الإقليمي في الملف اللبناني، في ظل ضغوط أميركية وإسرائيلية متزايدة لنزع سلاح الحزب.
وتأتي تصريحات ولايتي فيما يمرّ
لبنان بمرحلة شديدة الحساسية، وسط مساعٍ دولية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، بعد أكثر من عام على المواجهة العسكرية التي اندلعت على الحدود الجنوبية عقب حرب غزة.
وقال ولايتي، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية، إنّ "
حزب الله، بوصفه أحد أهم أعمدة محور
المقاومة، يؤدي دورًا أساسيًا في مواجهة الصهيونية"، مشددًا على أنّ "الجمهورية الإسلامية
الإيرانية، وبتوجيهات قائد الثورة الإسلامية، ستواصل دعمها للحزب الذي يقف في الخطوط الأمامية للمقاومة".
ورغم سريان وقف النار، يواصل الجيش
الإسرائيلي تنفيذ غارات شبه يومية على مناطق لبنانية، إلى جانب توغلات وعمليات تجريف وتفجير في الجنوب، ما يبقي الجبهة مفتوحة على احتمالات التصعيد.
في المقابل، تبنّت الحكومة
اللبنانية في آب الماضي ورقة أميركية لتثبيت وقف إطلاق النار، تتضمن جدولًا زمنيًا لنزع سلاح حزب الله ونشر
الجيش اللبناني جنوب البلاد. غير أنّ الحزب حذّر من أنّ أي خطوات متسرّعة في هذا الاتجاه قد تشعل فتنة داخلية وحربًا أهلية.
ولم تكن تصريحات ولايتي الأخيرة معزولة عن سياق أوسع من التوتر السياسي. ففي تشرين الثاني الماضي، أثار جدلًا واسعًا عندما اعتبر أنّ "وجود حزب الله أكثر أهمية للبنان من الخبز".
وردّ
وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي حينها عبر منصة "إكس"، مؤكدًا أنّ "ما هو أهمّ من الماء والخبز بالنسبة إلينا هو سيادتنا وحريتنا واستقلال قرارنا الداخلي".
وعلى وقع هذا السجال، وجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دعوة رسمية إلى رجي لزيارة طهران للتشاور في العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، إلا أنّ الوزير اللبناني اعتذر لاحقًا عن تلبية الدعوة، واصفًا الدور الإقليمي لإيران بأنّه "سلبي للغاية" و"أحد مصادر عدم الاستقرار"، ولا سيما في لبنان.
وفي موقف أكثر حدّة، قال رجي إنّ حزب الله "لا يستطيع تسليم سلاحه من دون قرار إيراني"، معتبرًا أنّ الحزب "يسعى إلى شراء الوقت للحفاظ على وجوده الداخلي وإعادة بناء قدراته"، وفق تعبيره.
(الفرنسية)