تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

عربي-دولي

التحالف الأطلسي على مفترق طرق.. هل تتفكك الشراكة بين واشنطن وأوروبا؟

Lebanon 24
18-12-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1456891-639016549461004863.jpg
Doc-P-1456891-639016549461004863.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يشهد التحالف الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا مرحلة غير مسبوقة من الهشاشة وانعدام الثقة، تهدد للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية متانة الشراكة التي شكّلت أحد أعمدة الاستقرار الدولي.

فعلى مدى نحو ثمانية عقود، قام هذا التحالف على ثلاث ركائز أساسية: الدفاع الجماعي عبر حلف الناتو، والتعاون الاقتصادي، والتقارب الأيديولوجي الليبرالي في مواجهة المعسكر الشيوعي سابقًا، ثم روسيا لاحقًا. غير أن هذا التوازن بدأ يختل تدريجيًا منذ نهاية الحرب الباردة، حين خفّضت أوروبا إنفاقها العسكري وركّزت على نموذج دولة الرفاه، مقابل استمرار واشنطن بدور الضامن الأمني للقارة.

ومع صعود الصين، وتحول أولويات الولايات المتحدة نحو شرق آسيا، وتعقّد أزمات الشرق الأوسط، بدأت واشنطن تنظر إلى أوروبا على أنها عبء أمني وسياسي أكثر من كونها شريكًا متكافئًا، ما عزز الشكوك حول عدالة تقاسم الأعباء داخل التحالف.

وجاءت إدارة دونالد ترامب لتكشف هذا التحول بلهجة صدامية، عبر التشكيك في جدوى الدفاع عن أوروبا، وربط الالتزام الأميركي داخل الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، في إعلان عملي عن نهاية حقبة "الأمن المجاني". أما الحرب الأوكرانية، فقد أعادت مؤقتًا صورة الغرب الموحد، لكنها سرعان ما كشفت اعتماد أوروبا شبه الكامل على القيادة والدعم العسكري والاستخباراتي الأميركي، وأظهرت محدودية قدرتها على إدارة صراع على حدودها دون واشنطن، إلى جانب انقسامات داخلية أوروبية حيال التعامل مع موسكو.

في المقابل، بدأت أوروبا البحث عن استقلالية استراتيجية أكبر، مستعيدة النقاش حول مستقبل التحالف الذي تأسس مع خطة مارشال عام 1947، والتي ربطت تعافي أوروبا بالقيادة الأميركية. وتبرز في هذا السياق محاولات فرنسية – ألمانية لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، مع سعي باريس للعب دور قيادي بصفتها القوة النووية الوحيدة داخل الاتحاد، وإعلان برلين زيادة غير مسبوقة في إنفاقها العسكري.

لكن هذه الطموحات تصطدم بعقبات كبيرة، أبرزها الانقسامات داخل أوروبا نفسها، بين دول ترى في واشنطن الضامن الوحيد لأمنها، وأخرى تميل إلى روسيا، وثالثة مثقلة بتحديات اقتصادية وهجرة.

وبينما يستبعد خبراء انهيارًا وشيكًا للتحالف الأطلسي، إلا أنهم يؤكدون أن استمراره بصيغته التقليدية بات مستحيلًا، وأن السؤال لم يعد إن كان سيتفكك، بل كيف سيتغير، وعلى أي أسس جديدة ستُعاد صياغة العلاقة بين ضفتي الأطلسي في عالم سريع التحول. (ارم نيوز)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك