Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Guardian": من غزة إلى أوكرانيا.. مَنْ سينتصر في العام 2024؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
08-01-2024 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1149884-638403028519986258.png
Doc-P-1149884-638403028519986258.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
الاغتيال هو سلاح ذو حدين. إن عملية القتل المستهدف لنائب زعيم حماس الأسبوع الماضي في بيروت ليست سوى الأحدث من بين العديد من الهجمات السرية على أفراد في إيران والعالم العربي المنسوبة إلى إسرائيل. فهل يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين في تل أبيب في إمكانية رد الطرف الآخر؟
Advertisement
بحسب صحيفة "The Guardian" البريطانية، "قد لا تتمتع حماس بالخبرة والقدرة على القيام بهذا الأمر، على الرغم من أن القنبلة المفخخة لا تتطلب مهارة معينة. لكن إيران قادرة على ذلك، وربما حزب الله أيضاً. إن اغتيال إسرائيل لجنرال إيراني كبير في سوريا في كانون الأول، بالإضافة إلى الفظائع التي وقعت الأسبوع الماضي في جنوب إيران والتي أعلن إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عنها، يمكن أن يدفع المتشددين الأكثر تعصباً في طهران إلى السعي إلى تطبيق مبدأ "العين بالعين"."
وتابعت الصحيفة، "تماماً كنتنياهو، لا يخشى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التخلص من خصومه علناً. إن خط الجثث منذ أن أصبح رئيسا في عام 2000 هو خط طويل، يمتد من أبواب الكرملين إلى سالزبري ويعود مرة أخرى إلى سيبيريا. لقد حاول بوتين قتل زعيم أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، عندما غزا أوكرانيا في عام 2022، وربما يحاول مرة أخرى. فهل يخشى بوتين، الذي يطلق على نفسه وصف "الرجل القوي"، من التعرض للاغتيال؟ سابقاً، زعمت روسيا أن الغارة الأوكرانية بطائرة مسيّرة في أيار الماضي على الكرملين كانت محاولة اغتيال. ربما يكون زعيم مجموعة "فاغنر" السابق يفغيني بريغوجين قد خطط لقتل بوتين. ولكن بعد تمرد المجموعة التابعة له في حزيران، تم استهداف طائرته ما أدى إلى مقتله".
ورأت الصحيفة أن "الاختلافات بين الصراعين في غزة وأوكرانيا لا تقدم أي إفادة من أوجه التشابه العديدة بينهما. إذا تم الإطاحة ببوتين ونتنياهو بطريقة أو بأخرى من المعادلة، فقد يكون تحقيق اتفاقيات السلام أسهل. ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذين الرجلين لا يزالان يتخذان القرارات تشير إلى حالة العنف التي يعيشها العالم مع بزوغ فجر عام 2024. فكلاهما قادا بلده إلى مآزق عسكرية كارثية، من جانبه، يتعهد نتنياهو بالقضاء على حماس بشكل كامل: وهو هدف بعيد المنال. أما بوتين فيعتقد أن أوكرانيا ذات السيادة يمكن ضمها بالقوة. ومن خلال ملاحقة هذه الأوهام، يقتلان عشرات الآلاف من المدنيين مع الإفلات المفترض من العقاب".
وبحسب الصحيفة، "يشير الصراع في غزة وأوكرانيا إلى الضعف النهائي في النظام الدولي القائم على القواعد بعد عام 1945 أيضا. ففي كلتا الحالتين، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي تتمثل مهمته في دعم ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، فشلاً ذريعاً. إن القيود التي فرضتها المحكمة الجنائية الدولية، التي تسعى إلى اعتقال بوتين، يتم تجاهلها بازدراء من قبل روسيا والعديد من الدول الأخرى. ومنذ الهجمات التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول، شهد العالم مذبحة وفوضى موجهة من قبل الدولة في غزة، والتي يعتقد المراقبون المطلعون أنها تتناسب مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية".
وتابعت الصحيفة، "يكشف هذان الصراعان بقسوة القيود التي تعيب الدبلوماسية الحديثة. فعلى الرغم من إصرار القادة الغربيين على أن المفاوضات وحدها هي التي ستوقف إراقة الدماء في نهاية المطاف، إلا أنه لم تتمكن الولايات المتحدة، ولا الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة السبع، أو مجموعة العشرين، أو جامعة الدول العربية، أو البريكس، أو الأمم المتحدة من تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ناهيك عن خطط سلام قابلة للتطبيق. إن الحديث المتجدد عن حل الدولتين في إسرائيل وفلسطين لا يحمل سوى السخرية، أما في أوكرانيا فالطريق إلى الدبلوماسية مسدود".
وأضافت الصحيفة، "في غياب الأمل، يشكل الخوف من التصعيد غير المنضبط وما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية واقتصادية عالمية سلبية، عاملاً آخر مشتركاً بين الشرق الأوسط وأوكرانيا. وكما هو الحال مع تخريب خطوط أنابيب غاز البلطيق، توضح هجمات المتمردين الحوثيين من اليمن على السفن في البحر الأحمر كيف يمكن للصراعات الإقليمية المتصاعدة التي ظلت دون حل لفترة طويلة أن تؤدي إلى عدم استقرار دولي أوسع نطاقا. إن الرعب الذي لم يهدأ في غزة يعني أن العداء المتصاعد بين إسرائيل وإيران من المرجح أن يتفاقم".
وبحسب الصحيفة، "لقد أثارت أزمتا أوكرانيا وغزة انقسامات غربية مألوفة وانقسامات داخلية حول مدى التدخل الخارجي. على سبيل المثال، لا يزال زعيم المجر الموالي لروسيا يمنع تمويل الاتحاد الأوروبي لكييف. كما وترفض تركيا، وهي عضو نظريا في حلف شمال الأطلسي، السماح لسفينتين بريطانيتين لصيد الألغام تم التبرع بهما لأوكرانيا، بدخول البحر الأسود. وكان بايدن بطيئاً للغاية في تسليح أوكرانيا، كما وكان حذراً للغاية في مواجهة بوتين. والآن، وبفضل الجمهوريين الترامبيين في الكونغرس، فإن المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية معلقة. من جهة ثانية، كان رفض بايدن غير المدروس لكبح جماح نتنياهو ودعم وقف إطلاق النار سببا في استياء الحلفاء الأوروبيين وعزل الولايات المتحدة على المسرح العالمي، الأمر الذي ألحق الضرر بسلطتها السياسية والأخلاقية".
وختمت الصحيفة، "اغتيال آخر، وفظائع أخرى تمر بلا عقاب، وغزو آخر، وقد يصبح عام 2024 هو العام الذي ينتصر فيه بوتين ونتنياهو على العقل والقانون والأخلاق العامة".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك