Advertisement

خاص

بعد لبنان وسوريا.. تقرير لـ"The Hill" يكشف: إيران تخسر موطئ قدم جديد

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
06-09-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1413490-638927477114257604.jpg
Doc-P-1413490-638927477114257604.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب استضاف رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا في البيت الأبيض الشهر الماضي، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام بشأن ممر زنغزور بين البلدين. قد يبدو هذا انتصارًا للسلام، لكنه كارثة استراتيجية بالنسبة لإيران".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "يُنشئ الاتفاق طريقًا بريًا مباشرًا بين أذربيجان وجيب نخجوان، الواقع بين أرمينيا وإيران. ويمر الطريق عبر أراضي أرمينيا ويبقى تحت سيادة يريفان وسيطرتها. وبذلك، يتجاوز الاتفاق إيران، ويضمن لواشنطن موطئ قدم دائم في جنوب القوقاز. لعقود، اعتمدت إيران على الجغرافيا للحفاظ على نفوذها في مجال النقل الإقليمي. ومع هذا الممر، تآكلت هذه الميزة، وحصلت الولايات المتحدة على امتياز لمدة 99 عامًا لتطويره، وهو ما يُعرف في واشنطن بـ "مسار ترامب للسلام والازدهار الدوليين" (TRIPP)".

وتابعت الصحيفة، "إن انتكاسة إيران في القوقاز ليست حدثاً معزولاً بل هي جزء من نمط أوسع نطاقاً، إذ تتفكك استثمارات إيران في السياسة الخارجية، الواحدة تلو الأخرى. ففي سوريا، انهارت جهود إيران المُكلفة لإبقاء بشار الأسد في السلطة، مُبددةً بذلك التزاماتها المالية والعسكرية التي استمرت لأكثر من عقد. وفي لبنان، ضعفت مكانة حزب الله بشدة. وشهدت "حرب الاثني عشر يومًا" غارات جوية إسرائيلية وأميركية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، مما أسفر عن مقتل قادة كبار وتدمير البنية التحتية. وكان رد طهران  بوابل صاروخي محدود بعناية، يهدف إلى إظهار العزم دون إثارة تصعيد شامل. إلا أن هذا التبادل سلّط الضوء على نقاط ضعف موقف الردع الإيراني".

وأضافت الصحيفة، "لا يزال المناخ الداخلي الإيراني هشًا. في الواقع، لا تزال الصدامات العسكرية قادرة على حشد قدر من الوحدة في مواجهة الأعداء الأجانب، إلا أن ذلك سرعان ما تلاشى في ظل نظام سياسي ممزق. لقد ساهمت أربعة عقود من الحكم الإسلامي الذي استبعد أغلب الإيرانيين من المشاركة الفعالة، إلى جانب القوانين التقييدية المفروضة باسم الدين، في إثارة استياء شعبي واسع النطاق. وقد أدى التضخم والركود الاقتصادي ونقص الكهرباء والمياه إلى تعميق الغضب الشعبي، مما جعل المسؤولين حذرين حتى من المساس بأسعار الوقود المدعومة. وتؤدي كل من نقاط الضعف المحلية هذه إلى تعقيد الصورة الاستراتيجية: إذ تواجه إيران نقاط ضغط خارجية، في حين تستمر قدرتها على امتصاص الصدمات الجديدة في الانكماش". 

وبحسب الصحيفة، "يروج الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لصورة إصلاحية في الداخل، لكنه لا يزال مقيدًا بالقيود الهيكلية للجمهورية الإسلامية.  وفي مواجهة الأزمات، يُخاطر خطابه الإصلاحي بكشف هشاشة النظام. لا يزال بقاء النظام السياسي الإيراني يعتمد، رمزيًا وبنيويًا، على سلطة المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، وأي تآكل في سلطة الأخير قد يُعمّق أزمة النظام بسرعة. وتُمثل اتفاقية زنغزور جهدًا مدروسًا من ترامب لتقديم نفسه كصانع سلام عالمي والفوز بجائزة نوبل للسلام، لكنها تتجاوز مجرد شعار رمزي: فهي تضمن وجودًا أميركيًا مستدامًا في جنوب القوقاز، وتُعزز دور واشنطن في تشكيل الترابط الإقليمي".

وتابعت الصحيفة، "بالنسبة لإيران، يبدو التناقض صارخًا. فالاتفاقية تُقلل من نفوذ طهران في معادلة النقل الإقليمي، وتُضعف نفوذها على كلٍّ من باكو وأنقرة. أما على الصعيد المحلي، فإن التأييد الشعبي، الذي تآكل بالفعل بفعل الأزمة الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية وعقود من الإقصاء السياسي، يتضاءل أكثر فأكثر مع كل انتكاسة في السياسة الخارجية. ومن دون استراتيجية لاستعادة الوحدة وإعادة بناء الثقة، فإن النظام يخاطر بتوجيه البلاد إلى حلقة مفرغة حيث تؤدي الخسائر الخارجية بشكل مباشر إلى عدم الاستقرار الداخلي. ويُسبب ممر زنغزور، في مجمله، انتكاسات استراتيجية واقتصادية لإيران. فهو يُنشئ طريقًا دائمًا يتجاوز الأراضي الإيرانية، ويُرسّخ دورًا أميركيًا طويل الأمد في جنوب القوقاز، ويُقلّل من نفوذ طهران. وبالإضافة إلى انهيار نظام الأسد، وضعف حزب الله في لبنان، وكشف نقاط الضعف العسكرية أثناء الحرب مع إسرائيل، والضغوط المتزايدة في الداخل، فإن التوازن العام يتحول بشكل كبير ضد طهران".

وبحسب الصحيفة، "كل هزيمة استراتيجية في الخارج تُقوّض التماسك الداخلي. ففي نظام متعدد الأعراق، يعاني من ضغوط اقتصادية وقيود سياسية، تُضخّم الخسائر الخارجية الضغوط الداخلية وتزيد من خطر عدم الاستقرار السياسي، وهو سيناريو قد يُعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة. رغم أن ممر زنغزور صُوّر كمبادرة سلام، إلا أنه يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه انتكاسة أخرى لنفوذ إيران الإقليمي. فبدون استعادة الثقة والتحالفات، فإن كل انتكاسة خارجية تُنذر بتأجيج عدم الاستقرار في الداخل وتسريع وتيرة التشرذم".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban