كتب طوني عيسى في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "زحفٌ نحو دمشق... ومليارات الدولارات!": "ليس بريئاً معظم ما يُرى وما لا يُرى من ملفات تتفتّح تباعاً في الوقت الضائع لتأليفِ حكومةٍ جديدة. وهناك كمياتٌ هائلة من القِطَب المخفيّة على خطّ بيروت- دمشق، قد يكون ثمنُها مليارات الدولارات التي يراهن البعض على أنها أَيْنَعَت وقد حان قِطافُها...
يتبادل عددٌ من أركان الطاقم السياسي اتّهاماتٍ بالسعي إلى تدبير الصفقات. وفي الغالب هي تتعلق بالنفط والكهرباء والاتّصالات والاستيلاء على المرافق والأملاك العامة والإدارات والمؤسسات. لكنّ "بئر النفط" الحقيقية والأقرب منالاً لطاقم السلطة والمال اللبناني ليست واقعة غرباً في عمق البحر، بل شرقاً في العمق السوري.
الحربُ السوريةُ الكبرى انتهت. وما يجري اليوم ليس سوى المناوشات التي ستقود إلى رسم سوريا الجديدة. والثروة التي يتهافت عليها المستثمرون ورجال المال والأعمال هي تلك المتعلقة بإعادة بناء سوريا. ويحاول كثير من اللبنانيين أن يحجزوا أمكنةً لأنفسهم في الورشة العملاقة الآتية.
الكلفة المقدّرة لإعادة بناء سوريا، كما أعلن الرئيس بشّار الأسد، تقارب الـ 400 مليار دولار، على مدى يراوح ما بين 10 أعوام و15 عاماً. ويتضاعف هذا الرقم إذا شمل البنى التحتية وقطاعات البترول والكهرباء والصناعة والزراعة والمال والسياحة والخدمات وسواها.
ولأنّ الروس يمتلكون جزءاً كبيراً من المبادرة السياسية والعسكرية في مناطق نفوذ الأسد، فإنهم أيضاً يمتلكون جزءاً كبيراً من المبادرة في إعادة الإعمار. وقد بدأوا تنفيذَ المراحل الأولى من مشاريعهم، خصوصاً في مجالات الطاقة، حيث ينافسون الشريكَ التقليدي في سوريا، أي إيران.
وفيما تتنافس الشركاتُ الأميركية والأوروبية والتركية والصينية على تقديم عروضها، تبرز مشكلةٌ أساسية أمام المشارَكة العربية. فالكتلة المالية الكبرى، أي الكتلة الخليجية (السعودية والإماراتية خصوصاً)، تجد صعوبةً في دخول المعترك بسبب التنافر السياسي القائم بينها وبين نظام الأسد.
لذلك، هناك طريقان يعتمدهما الخليجيون العرب لتجاوز هذه الأزمة:
1- إنفتاحُهم على روسيا والاعتراف بدورها الأساسي في سوريا، سواءٌ على المستوى السياسي- العسكري أو على المستوى الاقتصادي. فموسكو قادرة على أن تشكّل البديلَ المنطقي للنفوذ الإيراني في سوريا، بل هي الكفيلة بوضع حدّ له بأقلّ ما يمكن من أضرار.
ومن هنا التقاربُ المتنامي في السنوات الأخيرة بين العهد السعودي والرئيس فلاديمير بوتين، واعتراف الرياض بالرعاية الروسية للحلّ السياسي في سوريا".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.